تراجعت أزمة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن عناوين الصحف العبرية أمس، ولم يحظ الاجتماع الثاني على التوالي الذي عقده أول من أمس الطاقمان المفاوضان في رعاية الموفد الأميركي الخاص مارتن أنديك سوى ببضعة أسطر من دون أن يتم الكشف عن مضمونه وسط توقعات بأن الخلافات بين الجانبين التي أجهضت «الصفقة الأميركية» لتمديد المفاوضات ما زالت على حالها. وعدّل وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بعض الشيء تصريحاته ضد المفاوضات، وبعد يوم على إعلانه أنه يفضل انتخابات عامة مبكرة على الإفراج عن أسرى فلسطينيين، قال للإذاعة العامة أمس إنه يؤيد المفاوضات «لكنني لست مستعداً لأكون مغفلاً. لن نوافق على أن يتصرف الفلسطينيون في شكل أحادي الجانب من دون أن نجبي منهم ثمناً»، مضيفاً أن إسرائيل تشترط عودة البحث في تفاصيل الصفقة بسحب الفلسطينيين طلبهم بالانضمام لـ14 هيئة ومعاهدة أممية. واتهم ليبرمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بإفشال المفاوضات من خلال توجهه إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها «قبل ساعات من إنجاز اتفاق حول تمديد المفاوضات». وتابع: «أن إسرائيل مستعدة للبحث في كل مسائل الصراع الجوهرية، لكنها ترفض الشرط القائل بالبدء بمفاوضات حول قضية الحدود فقط». وتباهى وزير الدفاع موشبه يعالون بأنه «تنبّأ» بفشل المفاوضات، وأنه كان يعلم أن الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) «لا يأخذ ويعطي (يفاوض) إنما فقط يأخذ ولا يعطي». وقال خلال تفقده تدريباً عسكرياً في الشمال إنه ليس بـ «نبي غضب، إنما أنا واقعي. لكن، في الجانب الفلسطيني يوجد شريك ليأخذ لا ليعطي». وأضاف: «أن الفلسطينيين يعلنون أنهم لا يعتزمون الحديث عن دولة قومية للشعب اليهودي، وليس في نيتهم التنازل عن حق العودة، أو التفاوض حول نهاية المطالب، وقد عرفت ذلك حين كنت رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية (قبل 20 عاماً) ومذاك الوقت وأنا أصرخ وأقول هذا الكلام، ففي كل مرة يتطلب منهم حسم موقفهم، فإنهم يهربون ويتهموننا». وادعى وزير البناء والإسكان من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» أوري آريئل الذي نسبت له الولايات المتحدة وأوساط إسرائيلية مسؤولية إجهاض «الصفقة» بإعلانه يوم وضع مسودتها بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة «غيلو»، أن الولايات المتحدة ودولاً أوروبية كثيرة ترى في الجانب الفلسطيني، وتحديداً رئيس السلطة «أبو مازن» المسؤول الوحيد عن إفشال المفاوضات، «لعجزه عن اتخاذ القرار». وأردف: «أن الفشل مسجل على اسم «أبو مازن» الفلسطينية الذي أثبت أنه ليس شريكاً للسلام». إسرائيلفلسطين