سمعنا عن تصنيفات متعددة للجامعات العالمية، واستطاعت الجامعات السعودية أن تقتحمها بجدارة، كالمركز الإسباني ويبومتركس، وشنجهاي، ومجلة التايمز، وكلها مبنية على بيئة التعليم الجامعي، والأبحاث المنشورة، والجوائز المرموقة لأساتذتها وخريجيها، والاعتمادات الأكاديمية لكلياتها، تصدّرت فيها هارفارد، لكن هناك تصنيف جديد، من مجلة الفوربس، يقوم على أساس مختلف، يركز على مستوى الخريجين المالي، بعد تخرجهم، وحساب العائد على الاستثمار، (ROI) ، بمعنى أن أفضل جامعات هي التي تعطيك عائدًا على المدى الطويل! تصنيف مثير للجدل تراجعت فيه هارفارد إلى المرتبة العشرين! فكرة تصينف الفوربس بسيطة، ولكنها -بدون شك- ذكية ومحرجة، حيث تقول: إن الخريجين الذين يحصلون على وظائف مرموقة في المجتمع، عادة ما يتبرعون لجامعاتهم، كنوع من رد الجميل، فلو تم قياس حجم هذه التبرعات سنويًّا، لأمكن قياس قوة الجامعة أكاديميًّا، لأنها استطاعت أن تخرج نوعيات متميزة من الخريجين الذين وصلوا لمراتب عليا، وأصبح لهم دخل واسع، واستطاعوا جمع ثروات أعطتهم القدرة على التبرع -بسخاء وبانتظام- للجامعات التي أعطتهم هذه الشهادة. التصنيف يقوم على معيارين، الأول: عدد المتبرعين من خريجي الجامعة المنتظمين في التبرع كل سنة، والثاني: حجم التبرعات منهم خلال عشر سنوات، وفي العام الماضي كانت الأولى في القائمة، برنستون، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ستانفورد، وهنا قد تأتي شبهة تقول: إن الخريجين قد يكونون أقوياء، ولكن ليس بالضرورة أغنياء، مثل الأدباء، والمفكرين، أو الصحفيين، فيُقال قد تم أخذ هذا المعيار في الحسبان، بالعدد وليس بحجم التبرع. كلية «كارلتون»، -على سبيل المثال، زراعية من نورثفيلد بولاية مينيسوتا، وكما هو معروف أن أساتذتها مشهورون، وأحجام الفصول صغيرة- يبلغ متوسط التبرع لها للطالب الواحد 14 ألف دولار، ولـ»هارفارد» يبلغ 25 ألف دولار، ومع ذلك جاء ترتيبها 17 أعلى من هارفارد، لأن 50% من خريجيها يدفعون تبرع رد الجميل لجامعتهم كل عام، مقارنة مع 19% لجامعة هارفارد، وبالتالي احتلت هارفارد المرتبة 20 مقابل 17 للكلية الريفية الصغيرة كارلتون . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain