×
محافظة المنطقة الشرقية

الإشراف الاجتماعي بالرياض يدرب 41 موظفة على (احتواء المشكلات)

صورة الخبر

كان لافتاً في تقييم جامعة الكويت لأدائها عن السنة الماضية، أنه لم يحصل أي من الأساتذة على شهادات تطوير القدرات التدريسية، حيث بلغت نسبتهم «صفرا» في المئة.. وهذا بتقديري اعتراف جزئي، أولاً من قبل الإدارة الجامعية بالتقصير، وثانياً يفتح باب النقاش على مستوى التدريس. طبعاً ليس من باب الشماتة ولا الإساءة، لا سمح اللَّه، فأنا أعتبر نفسي جزءا من هذه المنظومة، سواء في كلية طب الأسنان أو في غيرها.. فنحن لدينا الحرص، بل نفتخر بجامعتنا يوم كانت منارة في المنطقة ويوم كانت تتصدر الجامعات في الخليج، وليس كما هو حاصل اليوم، حيث احتلت المرتبة الـ24 عربياً ضمن تصنيف الجامعات العالمي لعام 2016 – 2015. ما يحتاج إلى وقفة، أن التصنيف يتم باستخدام منهجية تقويم تعتمدها المؤسسة من خلال تسعة معايير، ومنها سؤال الأكاديميين عن أفضل بحوث الجامعات في مجالهم، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، والبحوث المنشورة لأعضاء الكادر التعليمي، وجودة التعليم من قبل جهات التوظيف للخريجين.. إلخ. والأسوأ من ذلك أن تأتي جامعتنا في المركز 1753 عالمياً، حسب التصنيف الأسباني العالمي (Webometrics0) المخصص لتصنيف الجامعات العالمية، إذ احتلت الكويت المركز الرابع عشر عربياً والتاسع خليجياً، وهذا التصنيف يرتبط بمعيار الأبحاث والملفات الفنية، ويتم تحديثه كل ستة أشهر ويستند إلى أربعة معايير، ومنها عدد الأبحاث المنشورة بالدرجة الأولى على موقع الجامعة. الخلاصة أن التصنيف وضعنا في الدرجات السفلى، وهذا شيء مؤلم للغاية.. وإذا ما حاولنا تشريح وتفسير الأسباب فسيكون هناك العديد من القضايا، وفي مقدمتها مستوى التدريس.. يليه أن غالبية الطلبة تعتمد في دراستها على توزيع أوراق المحاضرات Power Point ومعظمهم لا يقرأ الكتب والمراجع المقررة.. فليس هناك تطوير بالمعنى العلمي والواقعي وأكثر ما نعانيه هو فقدان الاعتماد الأكاديمي، والذي يعتبر حجر الزاوية والنجاح للخريج في سوق العمل والدراسات العليا في الخارج لا سيما الامتحان الخارجي. النقد هنا بغرض المكاشفة طمعاً بالإصلاح والتطوير، فإذا كنا نستعرض الأخطاء، فهذا ليس معناه اليأس من الوضع الذي وصلنا إليه، بل الخطوة الأولى بتصليح أوضاعنا والانطلاق منها إلى الأفضل. ما سمعته أثناء المناقشات مع الممتحنين الخارجيين في كلية طب الأسنان، حول مستوى الطلبة، أنه من المبكر أن نحكم على المستوى الآن، فالكلية تعتبر جديدة قياساً إلى عمر الكليات الدولية (العالمية)، وإذا كان لابد من التقييم فليكن بعد 15 سنة أو 20 سنة، عندها ستظهر العيوب والمحاسن معاً. نقطة أخرى جديرة بالملاحظة، أن معظم المدرسين غير ملتزمين بالدوام، وإذا ما قارنا بين ساعات الدورس النظرية والمختبرات والعيادات، فسنرى الفرق واضحا بعدد الساعات في الأسبوع.. فالكليات المتفوقة بدأت بأكاديميين ذوي خبرة وباع طويلين، بينما عندنا الذين يقومون بالتدريس مستوياتهم توقفت عند مستوى طبيب الأسنان العام. أعتقد أن المسألة ليست محصورة فقط بالهيئة التدريسية، فهناك لا شك عناصر أساسية مترابطة، منها الإدارة، ومنها الحريات الأكاديمية والأبحاث والاعتماد الأكاديمي، وهذه عناصر متلازمة لكي تحدث تغييراً حقيقياً وليس وهمياً على الورق، فعسى أن نكون فاعلين. د. إبراهيم بهبهاني ebraheem26.com babhani26@