×
محافظة المنطقة الشرقية

صحيفة روسية: الطائرة المفقودة في أفغانستان

صورة الخبر

ـ كان النصر يسير نحو هدفه.. نحو تطلعه.. نحو حلم السنين دون أن يهتم بغيره أو يحاول أن يشغل نفسه بصراعات جانبية قد تعيق تفوقه أو توقف انطلاقته. - كان يعمل لنفسه ولنفسه فقط.. لم يحاول إغاظة غيره أو التدخل في شؤون منافسيه أو حتى التعليق عليهم. - ولكن بالرغم من كل ذلك لم يتركوه في حاله.. وأعني هنا أولئك (المضغوطين) من عودة النصر التي أرقتهم وأرهقتهم وأتعبتهم وكانوا يخشون منها طوال سنين فكيف وقد حضرت عن طريقهم..؟! - منذ البداية لم يتركوا النصر في حاله.. هاجموا إدارته.. تهكموا على جمهوره وعبارته العبقرية (متصدر لا تكلمني) التي غيرت مسار موسم بأكمله.. تهجموا على الحكام في مبارياته فلم يكتفوا بالتصريح عن التحكيم في مبارياتهم، بل اتجهوا لانتقاد الحكام في مواجهات منافسهم من أجل تشكيل (ضغط مزدوج).. حاولوا مفاوضة لاعبيه وتشتيت انتباههم..!! ولكنهم لم يفلحوا في كل ذلك. - مضى النصر في طريقه نحو الذهب وكان (واثق الخطوة يمشي ملكاً).. لم يلتفت إليهم.. لم يعلق عليهم.. لم يرد سوى بالفوز والفرحة وتحطيم الأرقام قبل أحلام المنافسين. - حقق كأس ولي العهد بكل جدارة واستحقاق وأنهى احتكار الهلال لها.. فقالوا هي بطولة كأس قد يحققها أي فريق ولا تعني التعافي والعودة والرجوع..!! - لم يلتفت النصر إليهم فقد كان طموحه أكبر وهدفه أعظم ليلحق الدوري بالكأس ويجمع بينهما زارعاً الفرحة في قلوب عشاقه، وتاركاً الآهات والحسرة لجميع الذين ينتظرون سقوطه. - بعد أن عجزوا عن إيقافه داخل الملعب حاولوا تشويه فرحته وليلة تتويجه فاعترضوا على نقل مباراة لا ناقة لهم فيها ولا جمل من باب ذر الرماد في العيون والترويج لمقولة إن النصر مجامل ومدعوم..!! ولكن حتى في هذه أيضاً فشلوا فشلاً ذريعاً. - رأينا التتويج وجماله وإبهاره.. فردد جميع المنصفين: يا لتعاسة وبؤس أعداء الجمال الذين أرادوا أن يحرمونا من هذا المنظر البديع وتلك الليلة التاريخية..!! - حتى النجم النصراوي (خالد الغامدي) الذي قالوا إنه بات فعلياً خارج أسوار العالمي وإنه سينتقل إلى النادي المنافس وراهنوا على ذلك كثيراً وحلموا به أكثر.. لم يشأ النصر أن ينغص أحلامهم تلك ويحرمهم منها فتركهم يحلمون ويحلمون حتى إذا كبر بالون أحلامهم وتمدد جاءت شمس الحقيقة لتطرد الأحلام وتبدد الأوهام وتعيدهم إلى الواقع الذي لم يعد يتكلم إلا نصراً. - لقد انتهت الحكاية.. وكان بطلها النصر.. وانقضى الموسم وكان نجمه العالمي.. وتحول المتصدر إلى بطل حطم جميع الأرقام القياسية.. أما معشر (المضغوطين) من عودة النصر فلم يخرجوا إلا بـ(خفي حنين) والكثير من (الطقطقة) التي يبدو أنها للتو قد بدأت بعد أن أنهى فارس نجد مشواره بنجاح وآن له أن يرتاح فاعتلى عرش زعامة الموسم واضعاً قدماً على أخرى وكأنه (يضغط المضغوط أكثر) عندما يقول له: تعال الحين كلمني وقول اللي تبي تقوله أنا اللي كان مشغلني بطولة بعدها بطولة. مقالة للكاتب سالم الشهري عن جريدة الوطن