القاهرة وموسكو تنفيان وجود قوات وطائرات روسية دون طيار في قواعد مصرية.العرب [نُشر في 2017/03/15، العدد: 10572، ص(1)]دور روسي وازن في ليبيا القاهرة - تراقب أجهزة المخابرات الدولية تسريبات عن أنشطة أمنية وعسكرية روسية قد تكشف خططا لموسكو للتدخل في ليبيا. ورغم حرص موسكو والقاهرة على نفي التقارير التي تحدثت عن تواجد عسكري روسي داخل قواعد مصرية، إلا أن مراجع دبلوماسية دولية باتت مقتنعة بأن موسكو تستعد للعب دور أساسي في الصراع الليبي يشبه ذلك الذي تلعبه حاليا في سوريا. وقد تجد روسيا في استنساخ السيناريو السوري بليبيا حرية أكبر في غياب أي احتكاك بتركيا أو إيران، لكنها ستصطدم بمنافسة غربية قوية. ونفى النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف، ما تردد عن إرسال روسيا عسكريين وطائرات من دون طيار إلى قاعدة جوية في مصر قرب الحدود مع ليبيا. وأعلن جاباروف الثلاثاء أن “روسيا لم تفعل ذلك ووزارة الدفاع لا تؤكدها”، معتبرا “أنها أنباء وهمية لا تستحق الاهتمام”، واصفا هذه الأنباء بأنها مضللة تندرج في إطار “حرب إعلامية يشنها الجميع ضد الجميع”. ويجمع المراقبون أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التحركات العسكرية الروسية باتجاه ليبيا. ولئن لم تفصح المعلومات المتوفرة عن تحرك روسي واسع، إلا أن مسارعة الأجهزة الأميركية إلى كشف التحركات الروسية هدفها بعث رسالة إلى روسيا لمواكبة أي خطط محتملة لموسكو في الملف الليبي. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة “لاحظت في ما يبدو” وجود قوات عمليات خاصة روسية وطائرات من دون طيار في قاعدة “سيدي براني”، على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا. واعتبرت هذه المصادر أن هذا الوجود يؤشر إلى تصاعد دور موسكو لدعم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي. وكشف مسؤول في المخابرات الأميركية أن روسيا تسعى “لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفيتي ذات يوم حليفا للقذافي”. ورأى المسؤول أن روسيا تحاول كما في تجربتها في سوريا “الحد من التدخل العسكري” بما يتيح لها السيطرة على القرار في ليبيا.نبيل رشوان: التدخل البري الروسي في ليبيا لن يكون بعيدا وبدعم عسكري مصري ويرى خبراء في الشؤون الروسية أن كل الأعراض تؤشر إلى عزم روسي على لعب دور وازن في ليبيا، وأن الكلام عن تواجد عسكري على شكل شركات أمنية ينعطف على تقارير تتحدث عن وحدات عسكرية خاصة في قواعد مصرية، يتّسق مع المداولات التي أجراها حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في موسكو للمطالبة بدور روسي في ليبيا. وقال المحلل المصري المختص في الشؤون الروسية نبيل رشوان “إن التدخل البري الروسي في ليبيا لن يكون بعيدا”. ولم يستبعد رشوان في تصريح لـ”العرب” أن يكون ذلك بدعم عسكري مصري يسانده، وهو ما تتزايد احتمالاته مع خسائر الجيش في بنغازي، مشددا على عدم سهولة هذه المهمة، بسبب تداخل أطراف عديدة في الأزمة. ورأى الخبراء أن روسيا تقترب من شمال أفريقيا مكررة السيناريو السوري، لكن هذه المرة دون أي احتكاك مع تركيا ودون أي مراعاة للشراكة مع إيران، مما سيمنحها هامشا واسعا للمناورة. وأجمع الخبراء على أن للغرب اليد الطولى في تحديد حجم التدخل الروسي في ليبيا، وأن هذا الحضور سيواجه معارضة من قوى غربية سبق أن كشفت عن تواجدها في ليبيا (إيطاليا، فرنسا، بريطانيا ناهيك عن قوة جوية أميركية تنشط ضد داعش). ورأى دبلوماسيون أن التسريبات الأميركية هدفها إشعار الروس بأن واشنطن تراقب عن كثب الحركة الروسية في شمال أفريقيا، وأن تعميم المعلومات المخابراتية على الإعلام هدفه تنبيه المجتمع الدولي للدور الذي تسعى إليه موسكو في ليبيا. وقال مصدر عسكري مصري مسؤول، إن الأمر “غير صحيح تماما” معتبرا أنها “مزاعم” هدفها تشويه صورة البلد. مؤكدا أن “مصر لها سيادة ولا تقبل بذلك ولا قوات أجنبية نهائية بمصر”. ورغم النفي المصري إلا أن تقرير وكالة رويترز نقل عن مصادر أمنية مصرية أن وحدة روسية من 22 فردا من القوات الخاصة، تتواجد في قاعدة “سيدي براني”. وأضافت المصادر المصرية أن طائرات روسية حملت 6 وحدات عسكرية استخدمت أوائل فبراير قاعدة مصرية في “مرسى مطروح”، قبل أن تذهب إلى ليبيا بعد حوالي 10 أيام. ونقل التقرير عن دبلوماسي غربي قوله، إن تركيز روسيا الأولي “سيكون على منطقة الهلال النفطي في ليبيا”. وكشف هذا الدبلوماسي أن “المصريين يسهلون الانخراط الروسي في ليبيا من خلال السماح لهم باستخدام قواعدهم العسكرية”. وكان قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوسر، اعتبر أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، أن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة. وردا على سؤال للسناتور الأميركي ليندزي غراهام، عما إذا كانت روسيا تحاول أن تفعل في ليبيا ما فعلته في سوريا، قال والدهاوسر “نعم هذه طريقة جيدة لوصف ذلك”. للمزيد: الجيش الليبي يستعيد السيطرة على الموانئ النفطية شرق البلاد