تبدأ إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا اليوم، جولة محادثات جديدة رجّحت طهران أن تمهّد لجولة مفاوضات أخرى تشهد صوغ اتفاق نهائي، يطوي هذا الملف. وأشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن وفد بلاده «يخوض مفاوضات صعبة ومعقدة لإبرام اتفاق نووي نهائي وشامل»، وزاد: «نتحرّك بتفاؤل، على رغم محاولات لعرقلة هذه المسيرة». وناقش وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون أمس، تقريراً قدّمه خبراء من الجانبين التقوا في العاصمة النمسوية قبل أيام، فيما أوردت وسائل إعلام إيرانية أن المحادثات التي تستمر يومين، ستتطرّق إلى «أربعة محاور هي رفع العقوبات وتخصيب اليورانيوم، والتعاون الدولي في شأن نشاطات (نووية) سلمية، ومفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل». وقال ظريف إن المحادثات ستشكّل «المرحلة الأخيرة لدرس القضايا والمحاور المطروحة، على أن نبدأ صوغ مشروع اتفاق نهائي ابتداءً من شهر أرديبهشت (في التقويم الإيراني يبدأ في 21 نيسان - أبريل)». وأعرب الوزير لدى وصوله إلى فيينا، عن أمله بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع انتهاء المهلة المحددة بحلول تموز (يوليو) المقبل، قائلاً: «نحتاج إلى القيام بعمل صعب واتخاذ قرارات مهمة لتحقيق هذا الهدف، وعلى شركائنا أن يتخذوا قرارات مهمة، تشمل التسليم بالحقائق القائمة واحترام حقوق الشعب الإيراني. نحن مستعدون لتبديد أي غموض في شأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». وكان مسؤول أميركي بارز قال الأسبوع الماضي إن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) تعتزم أن تناقش في الشهر الجاري «كل القضايا التي نعتقد بوجوب تناولها في اتفاق شامل»، قبل البدء في أيار (مايو) المقبل بوضع مسوّدة اتفاق نهائي. لكن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لفت إلى أن بلاده لا تعلّق آمالاً خاصة على هذه الجولة، منبهاً إلى أن المحادثات في شأن مسائل محددة ما زالت في مراحل مبكرة، ويجب أن تسفر هذه الجولة عن أساس لإجراء مزيد من المفاوضات. مصادر إيرانية مواكبة لمحادثات فيينا قالت لـ «الحياة» إن طهران طرحت خلال جولة المحادثات الأخيرة على مستوى الخبراء، تصوّرات في شأن منشأتَي آراك وفردو النوويتين، إضافة إلى عدد أجهزة الطرد المركزي، من شأنها تبديد قلق الغرب الذي يطالب بتغيير طابع العمل في آراك وهو سينتج بعد إنجاز تشييده بلوتونيوم يخشى الغرب استخدامه في صنع «قنبلة». لكن الخبراء الإيرانيين اقترحوا وقف إنتاج هذه المادة، من دون المسّ بعمل بقية الأجهزة والمعدات، على أن تكون هناك رقابة صارمة تمارسها فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورجّحت المصادر قبول طهران توقيع البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، «شرط أن يثبت الجانب الآخر حسن نية وينهي العقوبات الاقتصادية» المفروضة على إيران. إلى ذلك، تطرّق روحاني لدى لقائه نواباً ومسؤولين حكوميين وناشطين سياسيين، إلى قرار تبنّاه البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي، انتقد «الانتهاك الدائم والمنهجي للحقوق الأساسية» في إيران. ورأى أن «لا قيمة لهذا القرار»، مشدداً على أن «البرلمان الأوروبي أصغر من أن يسيء إلى الشعب الإيراني العملاق».