الجزيرة - محمد العيدروس: تتأهب الولايات المتحدة الأمريكية الشهر القادم لتخريج أكبر دفعات من المبتعثين والمبتعثات السعوديين الذين يصل عددهم إلى 11 ألف خريج وخريجة من مختلف التخصصات. وأكد الملحق الثقافي السعودي في أمريكا الدكتور محمد العيسى في حديث لـ»الجزيرة» أن أكثر من 111 ألف طالب وطالبة من المبتعثين أتموا دراساتهم في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن. وقال: إن طلاب المملكة عكسوا صورة مثالية حقيقية للمجتمع السعودي خلقاً وتحصيلاً، مشيراً إلى أن العديد من الفرص والعروض الوظيفية تنتظرهم لدى تخرجهم. ونفى د. العيسى في هذا الشأن تزايد المشكلات التي تواجه الطلاب السعوديين في أمريكا، وقال: إن حدثت إشكالية أو سلبية فهي محدودة للغاية ولا تشكل نسبة على الإطلاق، وغالباً ما ترتبط بقضايا هجرة أو قضايا اجتماعية وأحياناً مشكلات تتعلق بعدم رغبة الطالب شخصياً في المواصلة. إلى نص الحديث الذي أجرته (الجزيرة) مع الملحق الثقافي السعودي في أمريكا.. ) تشكل الوظيفة بعد التخرج هاجساً للكثير من المبتعثين في الخارج.. هل تتفق مع هذا التوجه د. محمد؟ - لا أتفق مع هذه الآراء أو الأطروحات التي ترى صعوبة إيجاد وظائف للخريجين والخريجات المبتعثين في الخارج. وأتصور أن لدينا في المملكة آلاف الفرص الوظيفية والعروض المتنوعة، وفي اعتقادي أن الطالب الجيد والمنتظم والحريص على مستقبله ولديه الرغبة والطموح في الإنتاج والعمل سيجد أمامه جميع الأبواب مشرعة للالتحاق بالوظيفة التي تناسب تخصصه. ولعل يوم المهنة السعودي الذي يتم تنظيمه مع كل احتفال تخرج في أي من دول العالم خير شاهد على توافر الوظائف والعروض من كل مكان. حيث تتوافد القطاعات الحكومية والخاصة للظفر بالمتميزين والمتميزات من الخريجين واستقطابهم لديها. إذاً فالكرة في ملعب الخريج والخريجة. ) وما هي أوضاع الطلاب والطالبات المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية الآن؟ - أوضاعهم جيدة للغاية، ويمضون في رسالتهم التعليمية بانتظام. الآن تجاوز عدد الذين تم تخريجهم من الولايات المتحدة الأمريكية 111 ألف مبتعث ومبتعثة. ) هل رصدتم تسرباً في المبتعثين أو مشكلات ما استلزم إعادتهم للمملكة؟ - لا توجد مشاكل حقيقية (كظاهرة). قد تحدث بعض السلبيات المحدودة جداً كالمرتبطة بقضايا الهجرة أو مخالفات قانونية أو مشكلات اجتماعية وهذه أعدادها بسيطة. وهناك حالات أخرى أسبابها (شخصية بحتة) كعدم قدرة المبتعث أو المبتعثة على التأقلم مع المجتمع الجديد الذي ذهب إليه أو لظروفه الاجتماعية العائلية أو لعدم قدرته على المضي في دراسته العلمية وتعثره. ) وهؤلاء المتعثرون أو الذين يواجهون مشاكل دراسية: كيف تتعاملون معهم عند مغادرتهم؟ - نحن في الملحقية الثقافية نقدم لهم كل الرعاية والدعم ونحاول بشتى السبل أن نفتح أبواباً أخرى بديلة لهم ونمنحهم كل الفرص المتاحة ليواصلوا مسيرتهم. ولك أن تعلم أن معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري يولي هذه الفئة (وهي محدودة بالمناسبة) كل اهتمامه الشخصي ويوجه بإعطائهم منحاً داخل المملكة سواء في إحدى الجامعات الأهلية أو الحكومية ليواصلوا مسيرتهم العلمية ولا يقفوا عند هذا الحد. ) هل دور الملحقية الثقافية يقتصر على المتابعة العلمية للمبتعث أو المبتعثة أم يتجاوزون حدود ذلك؟ - الملحقية الثقافية هي المنزل الأساسي الكبير للطالب أو الطالبة في بلد الابتعاث، ودورها لا يقتصر على المتابعة العلمية لمستويات الطلاب والطالبات بقدر ما هي تقوم بدور الرعاية والاحتضان والتوجيه والدعم منذ الوصول وحتى المغادرة. ولذا فطلبتنا وطالباتنا على علاقة وثيقة ودائمة بملحقيتهم التي تقدم لهم كل السبل لإكمال مسيرتهم. وامتداداً لذلك عقدنا العديد من الاتفاقيات التي تنصب في مصلحة الطالب أو الطالب السعودي حتى قبل وصوله، فمثلاً اتفقنا مع الخطوط السعودية على عرض برنامج تعريفي (فيديو) تم إعداده من قبل الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا يتضمن 4 أجزاء تختص بكل ما يهم شؤون المبتعث أو المبتعثة، فهناك جزء عن مرحلة ما قبل الابتعاث، وآخر عن القوانين والأنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجزء عن التعليم العالي في أمريكا. وآخر عن برامج وزارة التعليم العالي وما تقيمه من ملتقيات للطلاب المرشحين للابتعاث. )) شهدت كندا وبريطانيا احتفالات تخريج هذا العام لطلاب وطالبات سعوديين. هل حددتم موعد احتفال خريجي أمريكا؟ - الولايات المتحدة الأمريكية تشهد هذا العام تخريج الرقم الأكبر من الطلاب والطالبات السعوديين، حيث سيقيم في شهر مايو المقبل احتفالاً كبيراً لقرابة 11 ألف خريج وخريجة، برعاية مباشرة من معالي وزير التعليم العالي وحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة. وسيواكب احتفال الخريجين يوماً للوظيفة والمهنة، حيث ستشارك العديد من الجهات الحكومية والخاصة في عرض فرصها الوظيفية واستقطاب المتميزين من الخريجين والخريجات.