×
محافظة المنطقة الشرقية

كوريا الجنوبية: النيابة تستدعي الرئيسة للتحقيق

صورة الخبر

محرر الشؤون الدولية | عقب تحوّل الثورة السورية إلى صراع مسلح مع نظام بشار الأسد، توافدت شخصيات أجنبية وعربية  إلى سوريا وتغلغلت في المناطق الريفية النائية، لتظهر فيما بعد بأسماء تشكيلات، يقودها أشخاص لا أحد يعلم من أين أتوا وكيف دخلوا إلى هذا البلد، رغم أن أغلبهم مصنف ضمن قائمة المطلوبين دولياً. مثّل هذا الأمر انعطافة في الأحداث السورية، وظهرت تلك الخلايا التي تغلغلت في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وبرز مصطلح جديد في سوريا هو مصطلح «الجماعات الجهادية». ثم تطور المشهد «الجهادي» في سوريا وتصدر عناوين الانتصارات على قوات الأسد، واحتل الشيشانيون والأوزبك والقوقازيون وبعض الجنسيات العربية مراكز قيادية متقدمة في تلك التشكيلات المسلحة. وعلى الجهة المقابلة، كانت فصائل «الجيش الحر» تقاتل إلى جانب تلك الفصائل الجهادية قوات الأسد، وكان ذلك هو القاسم المشترك، وماعداه فـ «الجيش الحر» يختلف بكل شيء مع تلك التشكيلات الجهادية. جبهة النصرة بداية، ظهرت «جبهة النصرة» وأعلنت تبعيتها لتنظيم القاعدة وتبنت تنفيذ عمليات عدة ضد قوات النظام، أهمها تفجير مبنى هيئة الأركان في دمشق وقتل خلية الأزمة التي تضم كبار القادة الأمنيين والعسكريين في نظام الأسد. صنفتها الحكومة الأميركية عام 2012 جماعة إرهابية، وقرر مجلس الأمن إضافتها إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لـ «القاعدة». ودعت «النصرة» السوريين في أول بيان لها في 24 يناير 2012 إلى الجهاد وحمل السلاح، وهي تتبنى منهج السلفية الجهادية ويتزعمها أبو محمد الجولاني. وفي 28 يوليو عام 2016 أعلنت «النصرة» فك ارتباطها بـ «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وأكدت أن عملياتها العسكرية لن تتجاوز الحدود السورية، في رسالة إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أنها لم تعد جزءاً من «القاعدة». ثم مالبثت «فتح الشام» أن أعلنت مرة أخرى حل نفسها والاندماج مع فصائل عدة في الشمال السوري، أهمها «حركة نور الدين الزنكي»، و«لواء الحق» تحت مسمى «هيئة تحرير الشام» بعد معارك مع فصائل معارضة، أدت لإنهائها. استطاعت «فتح الشام» توسيع نفوذها في مناطق عدة من ريفي حلب وإدلب، وخاضت الكثير من المعارك ضد قوات النظام إلى جانب المعارضة المسلحة، إلا أن تغيير مسماها وفك ارتباطها بـ «القاعدة» لم يوقفا الغارات الجوية على مواقعها من قبل طائرات التحالف الدولي وروسيا والنظام. تعتبر «فتح الشام» المسار السياسي في سوريا «مؤامرات متتابعة» منذ انطلاق الثورة، وأعلنت موقفها الرسمي من المحادثات الأخيرة لمؤتمر أستانة، موضحة أن الهدف منه لا يختلف عن مؤتمرات جنيف ومؤتمر الرياض، وهي فرض حلول استسلامية. وترى «فتح الشام» أن من يذهب إلى أستانة يوافق في شكل مباشر أو غير مباشر على بقاء الأسد في السلطة، وتؤمن أنه لاحل سياسيا في سوريا على الإطلاق، وأن الحل العسكري هو الوحيد القادر على إنهاء مأساة الشعب السوري وإسقاط نظام الأسد. اتبعت «فتح الشام» سياسة النفس الطويل في نشر أفكارها وكيفية توجيه الناس إلى القتال، واعتمدت على الطريقة الناعمة في التعاطي مع المعارضة المسلحة والجوار والإقليم، وبعد معاركها مع «داعش» وخسارتها للكثير من عناصرها وكوادرها التأسيسية، لجأت «النصرة» إلى سياسة التجميع عبر سحب عناصرها في المحافظات الأخرى وجلبهم إلى المناطق الشمالية من سوريا الممتدة بين ريفي حلب وإدلب، ونجحت بقيادة عمليات عسكرية كبيرة إلى جانب المعارضة المعتدلة وحققت إنجازات مهمة أبرزها السيطرة على مدينة إدلب، التي شكلت انعطافة كبيرة في إعادة «الجبهة» إلى الواجهة بعد أن كانت على وشك التلاشي في سوريا. في 28 يوليو عام 2016 اتبعت «النصرة» بُعيد تجميع قواتها في الشمال سياسة «داعش» في القضاء على فصائل المعارضة التي شاركتها جميع الأعمال العسكرية، وذلك للتفرد بالساحة وعمل نواة للإمارة الإسلامية، كما تسميها، بدأتها بالهجوم على «جبهة ثوار سوريا» أكبر الفصائل المعتدلة في الشمال السوري، ثم تبعها القضاء على «حركة حزم» المدعومة أميركياً، وتعددت بعدها الهجمات على الفصائل المعتدلة إلى أن وصل الأمر بـ «النصرة» إلى شن هجوم كبير على عدد من الفصائل المتبقية في الشمال السوري، أبرزها «جيش المجاهدين» و«الجبهة الشامية» و«تجمع فاستقم» وفصائل أخرى، وتمكّنت من بسط نفوذها بشكل شبه كامل على مدينة إدلب وريفها والأجزاء المتبقية من ريفي حماة وحلب.