طرابلس – تخيم على العاصمة الليبية أجواء حرب أهلية فعلية مع توسع مواجهات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين مجموعات تسيطر على غرب طرابلس. وقد بدأت المعارك مساء الاثنين في منطقتي حي الأندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين وتوسعت الثلاثاء إلى مناطق مجاورة كالحي الإسلامي وقرجي وغوط الشعال وهي مناطق مكتظة بالسكان. وسمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في المنطقتين اللتين تبعدان كيلومترين اثنين عن غرب وسط طرابلس وتحدث شهود عن "معارك في الشوارع"، فيما شوهدت دبابات وسيارات عسكرية تقتحم بعض الشوارع التي تصاعد منها دخان كثيف نتيجة قصف أدى لاشتعال محلات تجارية. وأقفل عدد كبير من محاور الطرق ولم يتمكن معظم السكان من التوجه إلى مراكز عملهم أو إلى مدارسهم بسبب أعمال العنف. وأعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني أنها "تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الأندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الأمن بالمنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر". ومنذ سقوط النظام السابق، تخوض المجموعات المسلحة صراع نفوذ في العاصمة، في غياب جيش أو شرطة نظاميين، فيما تعكس التوترات الأمنية حجم المأزق الذي يواجه رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي يبدو أن الأمور خرجت عن سيطرته في ظل عجزه عن معالجة مظاهر انفلات السلاح. ومنذ بدأت عملها في مارس/اذار 2016، لم تتمكن حكومة السراج من بسط سلطتها في كل أنحاء البلاد. وفي طرابلس، تمكنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلحة لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات أخرى معادية لها. وبحسب مصادر ليبية اندلعت المعارك حين بدأت قوات يعتقد أنها تابعة لكتيبة ثوار طرابلس وقوات الأمن المركزي إلى منطقة قرقارش وقرجي لفتح طرقات أغلقتها مجموعات مسلحة، لكن الأمر سرعان تطور إلى اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.