×
محافظة المنطقة الشرقية

مظاهرات في "طرابلس" ضد عمليات الدهم

صورة الخبر

أعلم أن الحديث عن القدر مضلة أفهام  ومزلة أقدام  ، وخطر حين يخرج المتعاطي له عن حدود  الإيمان المطلق لا مجرد مطلق الإيمان بالقدر خيره وشره ، غير شاكٍ ولا متهور ومع ذلك فالله تعالى قد جعل لنا عقولاً هي مناط التكليف ، وتكليفاً في دائرة العقل والمقدور ، غير المُتعبد به محض التعبد. وحين (يأخذ ما وهب ، يسقط ما وجب ).  وقد تحدث إلينا ربنا جل وعز بكلام يفهمه العقلاء و(لا تعارض بين نص صحيح وعقل صريح) ، وإن حدث التعارض أو شبه التعارض ، فالنص  ربما فهم على غير ما هو في حقيقته  ، هذا إن كان الحديث عن نص قرآني ، وإن كان نص نبوي  ، فنحن معنيون بالدرجة الأولى بالبحث عن ثبوته وصحته ، وعن دلالته المجردة على ما نحن بصدد التعاطي معه وإلا فلا ، وربما كان العقل هو من يفقد بعض أدوات التعاطي مع النص ، أو يخضع لهيمنة من نوع آخر ليس منها النص المجرد ، والتسليم له ، وهو غيرُ قادرٍ على التحرر من هيمنة ما سوى النص ، من عادة أو تقليد ، أو تبعية ، أو تمذهب ، أو عرف وعادة ، أو تفكير جمعي ، أو ثقافة العار والعيب ، وأشياء أخر قد يطول النُفُسُ لو التزمنا باستقصائها ، وسبرها ، وتحرير الحق فيها ، وليس ذاك مجال حديثنا اليوم ، وإن كان الحديث بحاجة إلى مزيد طرح وبحث بتأملٍ ، وتحررٍ ، وطول نَفَس . دعوني الآن أدلف إلى شاهد من شواهد الحياة التي تمر بنا صبح مساء ، ونخلط فيه في التعاطي بين نصوص المحكم من التنزيل ، والصحيح من السنة ، وبين الاحتجاج بالقدر ، وتلك قضية عويصة بالغة التعقيد ، أتحاشى الخوض فيها حتى لا أسيء إليها  بسوء فهمي ، و قلة بضاعتي ، وأطرح المثال  ليفيدني مفيد ، أو يعلمني  معلم ، أو يتفق معي من يرى ما أرى ، وعلى الله قصد السبيل ، هناك آية في القرآن الكريم  يقول لنا فيها ربنا عز وجل ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة  وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) البقرة 95/ وأخرى تقول ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء 29 / و متى ما قرأنا هاتين الآيتين بروح شفيفة ، وفهم دقيق ، وتأمل بعيد ، وملاصقة للواقع ، رأينا فيها عظيم الرحمة من الجليل بالعبيد ، ودلالته لهم إلى ما فيه تناسق الحياة العلوية بالأرضية والروحية بالفكرية والبدنية بالعقلية. وفي ذات السياق يحدث الخلط والتخبط حينما تبقى تلك النصوص مجرد مقروآت ومحفوظات لمجرد التبرك ، غائبة عن تحقيق الإيمان العملي ، والتفعيل في سياقات الحياة المختلفة ، ولذا ترى الغالب منا يستبعدها تماماَ وربما نسي حتى أنها نصوص قدسية ، حين نرتكب أخطاءً يترتب عليها جنايات ، وأكثره تشمله حوادث السيارات ، ونهرب منها حين نخشى انكشاف التفريط ، وتجاوز المنصوص ، إلى نصوص المجتمع التي تتداولها الألسن ، وتعلكها الناس ، سعياً للبحث عن ملجئ من سؤ فعلنا ، واتقاء لنظرات التأنيب ، والتعذيب ، والتذكير بالتفريط ، ويخفت صوت النص العلوي ، ليقرع الأسماع ما يردده البعض حين تقع حوادث الزمن ( قضاء وقدر ) وعبارات من مثل (هذا قضاء الله وقدره ) ، و (ما من المكتوب مهروب ) ، و (إذا جاء القدر عمي البصر ) ولا يذكر الغالب من الخائضين في الحديث عن الحدث ما سبقت الإشارة إليه من نصوص كلام العلي العظيم ، ولا يقول أحد لحظتها قد روينا عن نبينا عليه السلام ( أعقلها وتوكل ) ، ولا يتذكر أحدهم وصية المعصوم ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً). وأياً كان فعلينا أن ندعو الله تعالى وتقدس أن يجبر كل مصاب وأن يصبر كل مبتلى ,وأن يعفو عن كل مخطئ , لكن دعونا نلقي نظرة عجلى على المخالفات التي نص عليها نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم م / 85 /في 26/10/1428هـ واللائحة التنفيذية له الصادرة بقرار وزير الداخلية   رقم 7019 في 3/7/1429هـ  في ثمانية أبواب استغرقت 145 صفحة بها 85 مادة بدأت بالحديث عن نطاق سريان النظام و إنتهت بذكر إشارات المرور ، ومن المهم التعرف على الأخطاء التي وردت في النظام قبل البدء في تحليل الواقع والوقائع وهي ثلاث وسبعون مخالفة انتظمتها أربعة جداول على الترتيب التالي  : الجدول الأول 25 مخالفة الجدول الثاني 16 مخالفة الجدول الثالث 20 مخالفة الجدول الرابع 12 مخالفة وفي اللقاء القادم نذكر تلك المخالفات ونتوقف عندها كثيرا أو قليلا  وإلى لقاء،،