×
محافظة المنطقة الشرقية

«تراحم»: مشاريع تأهيلية في 7 إصلاحيات بالشرقية

صورة الخبر

العمل الجزئي قد يكون نواة السعودة الحقيقية في الاقتصاد السعودي. فخصائص الفئات العمرية الداخلة سوق العمل بين 15-30 سنة تمثل نحو 60% من سكان المملكة، وتمثل البطالة بين النساء نحو 32%، وتشهد المملكة نمواً استثنائياً(كماً ونوعاً) في قطاعات محال التجزئة، المطاعم، الفندقة، السياحة، والخدمات وقد أدى هذا النمو الاستثنائي الى نمو استقدام العمالة الوافدة في السنوات الأخيرة بوتيرة عالية. الحقائق أعلاه فقط تجعل من تشجيع العمل الجزئي في غاية الأهمية وخصوصاً للنساء وطلاب الجامعات والداخلين الجدد لسوق العمل والذين يفضلون وظيفة جزئية حتى يجدوا الوظيفة المناسبة لمؤهلاتهم. فالبعض يدعي أن معظم البطالة بين الشباب الذكور هي تطوعية بحيث إن الشاب اختار أن يكون عاطلاً عن العمل على أن يتوظف في وظيفة لايرغبها لوجودها في مدينة أخرى أو في مؤسسة لايرغبها لتدني أجورها ومميزاتها. كما أن الوظائف الجزئية تناسب طبيعة مكونات البطالة لدينا والتي معظمها من النساء، فنظام حافز أفرز لنا أن 80% من المتقدمين على النظام هن من الإناث. والعمل الجزئي يناسب طبيعة المرأة في العمل من المنزل في استخدام الكمبيوتر والمواقع الالكترونية للدعاية والتسويق وتلبية خدمات طلبات أسواق التجزئة، إضافة الى إمكانية عمل الحجوزات لشركات الطيران والفندقة من المنزل. ويمكن للإناث ممارسة الأعمال الجزئية في محال التجزئة في الفترات لتي تناسبها وتتناسب مع متطلباتها العائلية، وكذلك العمل الجزئي في المرافق الصحية المنتشرة بكثرة خصوصاً المستوصفات كموظفات استقبال، أو في أرشفة الملفات بعمل جزئي في المستشفيات الكبيرة. وبالنسبة للذكور فإن النمو القوي لمحال التجزئة مثل المطاعم السريعة والسوبرماركت وزيادة فروع محال الملابس والأدوات المكتبية، وأجهزة الاتصالات والتقنية ستساهم وبشكل كبير على استيعاب أكبر عدد من طلاب الجامعات أو الراغبين من الداخلين الجدد لسوق العمل في العمل الجزئي وبالتالي تخفيض الاستقدام والعمالة الوافدة التي تعمل بشكل كبير في هذه القطاعات. ولكن ماذا ينقصنا؟ ينقصنا أولا تشجيع العمل الجزئي بين النساء والطلاب وراغبي العمل المؤقت بوضع الأنظمة التي تشجع تلك الفئات وتشجع القطاع الخاص على توظيفهم، مثل احتساب كل أربعة موظفين جزئيا كوظيفة كاملة في برامج السعودة. و حث شركات التجزئة والفندقة والقطاع الصحي وغيرها من القطاعات على نشر الاعلانات في طلب وظائف جزئية مع تقديم الحوافز للتثبيت عند التخرج للطلاب أو من يرغب في الاستمرارا كعمل كامل ودائم. إن العمل الجزئي سيعمل بشكل رائع ويتلاءم مع خصائص وطبيعة سوق العمل في المملكة. فهو سيخفض تكاليف الاستقدام على الشركات التي تتبناه، ويخفض التأمين الصحي وبدلات النقل وأجور السكن وغيرها من البدلات والمكافآت، كما أنه لايستدعي التغطية لدى التأمينات الاجتماعية وبالتالي يخفض تكاليف تلك الشركات ويزيد من ربحيتها، خصوصا وأن معظم وظائف العمل الجزئي لاتتطلب مهارات عالية بقدر ما تتطلب تدريباً بسيطاً على رأس العمل. وبالنسبة للشباب والشابات فإنه سيسهم في بناء الثقة لديهم، وتشجيعهم على فهم واحترام واكتساب أخلاقيات العمل، وإعطائهم خبرات مهمة عند تحولهم الى الوظيفة الكاملة ما يزيد من إنتاجيتهم والتزامهم. وهذا سيؤدي الى جعلهم إضافة حقيقية لسوق العمل الكامل، وتأسيس فعلي لبرامج السعودة الحقيقية مع القضاء على السعودة الوهمية.