عبدالعزيز البريدي ( صدى ) : كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة” أنها شكلت فريقا مختصا للوقوف على أوضاع مجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض بعدما تناقلت وسائل الإعلام تصريحا لأحد مسؤولي المجمع بأنه لا توجد لديهم تجاوزات أو محاباة في التعامل مع المرضى. وأكدت “نزاهة” في بيان لها اليوم الاثنين على لسان مصدر مسؤول أنه تبين لدى فريقها وجود الكثير من المخالفات والتجاوزات وأوجه التقصير والإهمال، وهو ما يرقى إلى شبهة فساد، تتمثل في سوء الاستعمال الإداري، واستغلال النفوذ الوظيفي، وتبديد الأموال العامة، وسوء استخدام الممتلكات الحكومية، كما تبين وجود قصور في تقديم الخدمات للمرضى، تمثل في نقص بعض الأدوية المهمة، وتعطل بعض الأجهزة الطبية، وعدم وجود أماكن مخصصة لزيارة أُسر مرضى الإدمان لمرضاهم. كما أشارت لتجاوزات ومحاباة في حجز المرضى، وقيام بعض الأطباء الاستشاريين بالعمل في عيادات خاصة في الفترة المسائية، وتسيب من قبل بعض الموظفين خاصة رؤساء الأقسام ومدراء الإدارات، وعدم قيامهم بإثبات حضورهم وانصرافهم. كما تبين استفادة بعض الموظفين من مؤهلات وخبرات غير صحيحة لغرض الترقية والتسكين على وظائف أعلى من الوظائف التي يستحقونها، وتكليف متعاقدين غير سعوديين على وظائف إدارية وقيادية رغم وجود الكفاءات الوطنية التي تملك التخصصات ذاتها، كما لوحظ تكليف المعينين على لائحة الوظائف الصحية بأعمال إدارية، وإساءة استخدام السيارات الحكومية في التنقلات الشخصية وبقائها لدى بعض الموظفين، وحصولهم في ذات الوقت على بدل الانتقال الشهري وهم لا يستحقونه، وقيام بعض الموظفين بالالتحاق بالدراسة في بعض الجامعات، دون الحصول على الموافقة من جهة عملهم. وأكدت نزاهة قيام بعض المسئولين في وزارة الصحة باستغلال نفوذهم في السكن في مساكن المجمع والتعديل في تصاميمها لتلبية احتياجاتهم، كما لوحظ أن نظام إنذار الحريق، وكواشف الدخان، وأجراس الإنذار، ونظام إطفاء الحريق والرش الآلي لا تعمل، وأن هناك تدنيا في مستوى الصيانة والنظافة في المجمع. وبينت هيئة مكافحة الفساد أن ما رصده فريقها ينفي صحة ما ذكره المدير التنفيذي للمجمع والذي قال إن عدة جهات رقابية ولجانٍ من وزارة الصحة وإمارة منطقة الرياض وقفت على أحوال المجمع ولم ترصد أي تجاوزات أو محاباة في التعامل مع المرضى، وأن إدارة المجمع قامت بتفعيل برنامج خدمة المرضى في منازلهم نظرًا لعدم توفر العدد الكافي من الأسرة للمرضى، وأنه يتم فرز المرضى في قسم الإسعاف والطوارئ مما قلص مدة انتظار المرضى إلى أقل من نصف ساعة.