تجري القوات البريطانية هذه الأيام تدريبات غير عادية في إفريقيا، ويخضع الجنود منذ أسابيع لـ«اختبارات تحمل» قاسية جداً، كجزء من تدريبات شاقة في الأدغال الكينية. وقد انضمت الكتيبة الثانية من رماة الجيش الملكي والفوج الاسكتلندي، إلى تدريبات تحمل درجات الحرارة العالية والظروف القاسية. ويجري حالياً تجهيز الوحدات القتالية التي يطلق عليها «وحدة كينيا» من خلال برنامج لمدة ستة أسابيع صمم لاختبار مهارات وقدرات الجنود، ومدى استعدادهم للذهاب إلى الحرب. والأمر لا يقتصر على العسكريين وحسب، إذ يشارك المهندسون والمسعفون في التدريبات القاسية. أفاعٍ سامة يقول الجندي الاحتياطي، ستيفن سميث، إنه شاهد أحد أصدقائه يسقط من على تلة خلال التدريب الصباحي، «هناك العديد من الأفاعي السامة في موضع السقوط، لا أحد يرغب في التعرض للدغ من قبل هذا الحيوان الزاحف الخطير». متابعاً «تعرض جندي آخر للدغة عقرب، لقد كان تحت حزامه، وما إن وقعت يده عليه حتى لدغه بقوة». في المقابل، وجد جنديان من الفوج الاسكتلندي نفسيهما وجهاً لوجه مع مجموعة من الأسود، خلال تدريب ليلي. وفي ذلك يقول غاري جون يوري (33 عاماً): «كانت أقرب إلينا من أي وقت مضى، حيث فصلنا عنها نحو 150 متراً، فجأة تعين على أولئك الذي يحملون عتاداً ثقيلاً إسراع الخطى». 40 كيلوغراماً من العتاد، يحملها الجندي في مكان تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية. إنهم يواجهون «وضعاً عقابياً» في أراضٍ حارة وجافة للغاية، وهم يحملون ما يصل إلى 40 كيلوغراماً من العتاد، في مكان تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية، وبالإضافة إلى الإنهاك الحراري، يتعين على المتدربين التعايش مع الحياة البرية المحلية، والمخاطر المحدقة بهم على الدوام. يقول قائد البعثة إلى كينيا، العقيد غرايم ويرماوث، «التضاريس الكينية لا تترك مجالاً للاختباء»، متابعاً «إنها فرصة لتطبيق كل ما تعلمناه، كل ما تدربنا من أجله، ويصبح قيد التنفيذ، لذلك هذا هو حقاً الاختبار الأمثل لخوض الحرب». ويوضح الضابط البريطاني: «من الإنصاف القول إنه صعب للغاية، ترتفع درجات الحرارة إلى أعلى مستوى في هذا الوقت من العام، في كينيا. تركنا اسكتلندا المثلجة، وجئنا هنا لنجد الحرارة المحرقة، إنه اختبار جيد حقاً بالنسبة لنا كجنود». ويتدرب الجنود أيضاً على أوضاع مختلفة، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية إلى القرى بينما يقاتلون «عدواً» حقيقياً. وقال العريف روس ماكليلاند (25 عاماً)، الذي جاء من جنوب أيرشاير: «إننا نستخدم ذخيرة حية، وهناك قنابل حقيقية ودخان، وهناك قذائف الهاون أيضاً»، موضحاً «أفكر بأصدقائي دائماً، وأخشى على سلامتهم، جئت إلى كينيا لأول مرة ولم يسبق لي أن وجدت في مكان حار مثل هذا». أما الرقيب الاسكتلندي، ستيفن ألكسندر (37 عاماً)، فيَعُد الأيام بانتظار العودة إلى بلاده لرؤية ابنه «هاري»، الذي ولد قبل يومين من سفره إلى كينيا. ويعبر ستيفن عن شوقه لابنه الرابع، قائلاً: «لا أدري كيف أتيت إلى هنا، لكني أتمنى أن أكمل التدريبات بسرعة وأعود للعب معه». تفادي الفيلة الضخمة والأسود المفترسة والثعابين السامة، هو جزء من التدريبات اليومية، التي يقوم بها الجنود البريطانيون في كينيا. وفي حين أن كثيراً من السياح القادمين إلى البلاد، يسعون بنشاط لاستكشاف الحياة البرية المحلية، والحيوانات حول منطقة «أركس بوست»، تعتبر البيئة الجديدة تحدياً آخر للقوات يجب التغلب عليه. وكل صباح تقوم مروحية بمطاردة الحيوانات، بعيداً عن مناطق التدريب لكن ذلك لم يمنع مواجهات قريبة ومتكررة مع هذه المخلوقات. لم يتوقع الممرض كريس آبا أن يعيش تجربة بهذا الشكل، «مهمتنا هي تقديم الدعم والإسعافات للجنود في هذه البيئة الصعبة»، متابعاً «بينما كنا في التدريب، الأسبوع الماضي، صادفنا قطيعاً من الفيلة يشق طريقه بين الأدغال، كان مشهداً رائعاً وساحراً».