تشهد وتيرة التداول في البورصة هذه الأيام تبايناً واضحاً في حركة المؤشرات العامة بحسب تأثير القوة الشرائية على الأسهم المُدرجة وتفسيخ الكثير من السلع بعد خصم التوزيعات النقدية.ويختلف المسار العام، تارة بالارتفاع في ظل تدفق السيولة على الأسهم الصغيرة، وتارة أخرى بالتراجع وسط تأثر مباشر من عمليات البيع والتصريف على الأسهم المُضاربي.ويعكس ذلك حال التذبذب الذي يحكم الأداء العام خصوصاً مع قرب نهاية المهلة الرسمية للإفصاح عن البيانات السنوية للشركات التي لم يكشف أغلبيتها حتى الآن عن أدائها للعام 2016.ويتفق مديرو الاستثمار والمحافظ المالية في مؤسسات مالية وشركات متخصصة مع فكرة أن السوق بحاجة الى تجدد معطيات الدعم والتي تتمثل في «السيولة» وإفصاح المزيد من الشركات عن أدائها السنوي، إذ يوفر ذلك أجواء من الثقة لدى الاوساط الاستثمايرة وذات الاهتمام بالبورصة.وقالوا ان أسهم التوزيعات تستقطب الجزء الاكبر من السيولة المتداولة حالياً، فيما تأتي السلع التشغيلية التي تشهد استحواذات على حصص مؤثرة في في المقدمة ايضاً، لافتين الى ان المرحلة الحالية يغلب عليها الانتقائية في الشراء، إلا أنهم أكدوا ان الوضع العام بحاجة الى «ثقة».وفي سياق متصل، عبر مديرو بعض المحافظ الاستثمارية الخاصة عن ظهور بوادر إيجابية جديدة في البورصة، مؤكدين انهم وظفوا أموالهم في شركات تشغيلية تأثرت خلال الفترة الاخيرة بالتذبذب الذي شهدته وتيرة التداول، فمنهم من حقق خسائر ومنهم من يحافظ على مركزه حتى الآن.وقال أحد مديري المحافظ الخاصة، سعد المطوطح، إن الفرص التشغيلية في البورصة كثيرة، لكن المضاربات أضرت بشكلها العام.ولفت الى ان الكثير من أصحاب المحافظ الخاصة نقلوا أموالهم من العقار الى سوق الأسهم بحثاً عن عائد مناسب، وذلك بعد حالة الخمول التي ضربت بعض أركان القطاع، مشيراً الى أن هناك سلعا قيادية تستحق الشراء باعتبارها ملاذاً آمنا كونها تمنح مساهميها عوائد مستقرة.وبدوره اوضح مدير المحافظ الخاصة ناصر مراد، الذي يدير محفظة تقدر بنحو نصف مليون دينار: «أن ارتفاع معدلات التداول وبالتالي السيولة خلال يناير الماضي جعلنا نتفاءل بالبورصة، ما ترتب عليه زيادة احجام محافظنا الموجهة الى الأسهم المُدرجة».واضاف مراد في حديثه لـ «الراي» ان الاسعار رخيصة والاسهم التشغيلية كثيرة، لكن السوق يفتقر الى ديمومة المعطيات الايجابية التي تظهر من وقت الى آخر وبحسب ميول «هوامير المضاربة».ونوه الى ان الاستثمار المؤسسي يركز على أسهم المجموعات ذات نماذج الاعمال الجيدة، لافتاً الى ان أسهم البنوك اضافة الى الشركات الخدمية الكُبرى باتت هدفاً لتوجيه السيولة من قبل الصغار بعد أن اتت المضاربة بنتائج سلبية على محافظ صغار المتداولين.وكانت وتيرة التداول شهدت أمس انخفاضا في المؤشرات العامة نتيجة الضغوطات البيعية مما أثر على المؤشرات الرئيسية الثلاثة التي سكنت الخانات الحمراء.وبدا التباين على مجريات المسار العام لساعات الجلسة وسط استهداف المضاربات للشركات الصغيرة التي غلب عليها طابع البيع لجني الأرباح وسط تدني السيولة بسبب التحرك الفعال للشركات القيادية.وانشغل بعض المتعاملين بإفصاح مكمل شركة (السكب الكويتية) عن معلومات جوهرية حول إتمام عملية بيع أسهم الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) للعرض المقدم من شركة (ادبتيو) الإماراتية حيث نتج عن عملية البيع أرباح بمبلغ 5.7 مليون دينارواستهدفت ضغوط البيع وعمليات جني الأرباح العديد من الشركات، في حين شهدت الجلسة ارتفاع أسهم 37 شركة وانخفاض أسهم 73 شركة من إجمالي 141 شركة شملها التداول.واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 8 ملايين سهم بقيمة 3.5 مليون دينار تمت عبر 470 صفقة نقدية ليغلق المؤشر عند مستوى 948.7 نقطة.وأقفل المؤشر السعري منخفضا 30.4 نقطة ليبلغ مستوى 6711.5 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت أكثر من 21 مليون دينارمن خلال 279.4 مليون سهم تمت عبر 5982 صفقة نقدية.