القاهرة ـ عن سلسلة "الإبداع العربي" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدرت للروائي المغربي عبدالوهاب الرامي، روايته الجديدة "تل الخزامى"، التي تجعل من نوازع السلطة وأساطيرها موضوعا لها، وتتعقب سيرورات السلطة من استتبابها إلى تلاشيها. وتبرز الرواية، التي تمتد على 265 صفحة، كيف يتم توظيف الأسطورة والأسطورة المضادة في التدافع حول امتلاك السلطة، من خلال استغلال مجلس شيوخ قبيلة البراغيط لـ "حنيشة" التي ولدت بشَعر أخضر نضِرَةٌ ذوائبُه، وهو ما حدا به إلى إقامة "ليلة التحصن"، استجلابًا للبركة ودرءًا لكل مكروه، جريًا على عادة القبيلة في الأمور الجسام التي تبدو مفارقة عن نواميس الطبيعة. وقد أجمع شيوخ المجلس السبعة عشر، عقِب مشاورات مستفيضة، على أن حنيشة منّة من سيدي برغوط "واهب الكرامات"، إلا أن والدها مرقوب كان له رأي مخالف، مما نجم عنه نفيه من طرف المجلس إلى ما وراء "هضبة الشوك" على مسيرة أيام من القبيلة، ليصبح لقمة لكل للطيور الكواسر عقابًا له على عقوقه. وبعد جملة من الأحداث الناتجة عن تهلهل بنية المجلس بسبب الأطماع الشخصية لبعض شيوخه الأكثر بروزًا ووزنًا، يعود مرقوب مظفرًا ليقلب الموازين. صدرت لعبدالوهاب الرامي قبل هذه الرواية مؤلفات عدّة في مجالات الإعلام والاتصال والرواية والشعر. وروايته "تل الخزامى" ثالث عمل سردي له بعد "سنة بين القطارين" و"الموظف".