«كابوس يومي».. هكذا وصف سكان حي غليل ما يحدث في حيهم يوميا عندما تتفجر «ينابيع» مياه الصرف الصحي لتحيط بالشوارع والمنازل.. هذه المشكلة التي يعانونها منذ أكثر من ثلاث سنوات. يقول عماد الثقفي، وعلي الثقفي، وعمر الشطيري، وياسر عبدالرحن ورجب حميدة، وهم من سكان الحي القدماء، أن سكان الحي يواجهون مشكلتين مزمنتين استعصى حلهما، وهما مياه الصرف الصحي وانقطاع الكهرباء المستمر في أعمدة إنارة شوارع الحي، وشرح رجب المشكلة بقوله «عندما تطفح مياه الصرف الصحي فإنها تنتشر على شوارع الحي على مسافات تصل إلى ثلاثة كيلومترات، فتزكم أنوفنا بروائحها الكريهة، وينتج عنها انتشار للبعوض والجرذان، حتى أننا عندما نذهب إلى المسجد نضطر للوضوء مرة أخرى لأننا نلامسها حتما»، معربا عن تمنياته بإيصال هذه المعاناة المستمرة إلى المسؤولين لإيجاد حل جذري لها، خصوصا أنهم خاطبوا البلدية مرات دون فائدة كما قال لـ«عكاظ». عدد من السكان اقترحوا حلا يرونه قد يكون مجديا، بإعادة النظر في أساليب تصريف مياه الصرف في العمائر الجديدة التي تم الانتهاء من بنائها أو التي يجري إنشاؤها حاليا، بهدف تخفيف الضغط على الأنابيب أو الإسراع بإيصال تلك الأنبابيب بالخط الرئيسي، ما ينتج عنه تخفيف الضغط على الأنابيب الفرعية في حواري الحي وشوراعه الفرعية، خصوصا أنها ذات حجم قطري صغير لا تكفي لاستيعاب أكثر من عشرين شقة بالحارة الواحدة. وبالنسبة للكهرباء في الشوارع، كما يقول عماد الثقفي: هي مقطوعة منذ أكثر من سنتين، ما أدى إلى استغلال ضعاف النفوس لحالة الظلام داخل الأحياء لممارسة السرقة للمركبات وحقائب النساء العابرات. أثناء حديثنا مع السكان، صادف وجود أحد موظفي شركة المياه الوطنية وهو يسكن الحي أيضا، ورغب في التعليق مع الاحتفاظ باسمه بعيدا عن النشر قائلا: المشكلة تكمن في أن الخط الرئيسي للمياه مصمم قبل أكثر من ثلاثين سنة، والخط الرئيسي للمياه لا يتحمل كل هذا الضغط، والمفترض أن يغير الخط الرئيسي للمياه، وعندما يبدأ السكن في العمائر الجديدة، فإن سكان الحي سيصبحون في انتظار كارثة مياه صرف بهذا المكان، مضيفا «في السابق كانت هنا أحواش وليست عمائر وكانت المواسير تتحمل الضغط بسبب قلة عدد السكان، لكن في الوقت الحالي، فإن المنطقة أصبحت مليئة بالسكان ما أحدث هذا الضغط على المواسير». وبعد التواصل مع الناطق الإعلامي لأمانة جدة عبدالعزيز الغامدي، أجاب موضحا «بالنسبة للكهرباء، فإن البلدية تعمل مع مقاول خاص بالأمانة لإعادة الإنارة في شوراع حي المحجر، وللعلم، فإن سبب انطفاء كهرباء الشوارع يعود إلى انتشار مياه الصرف في الشوارع وهذه مشكلة تخص شركة المياه الوطنية»، وبين أنه بالنسبة لمياه الصرف الصحي التي تخرج من المنازل فإنه يتم التعامل مع السكان بتغريمهم أو رفع قيمة الفاتورة، وبالنسبة للمياه الخارجة من المواسير الخاصة بالشركة الوطنية فإن هذه مشكلة فعلا ويجب التعامل معها من جهتهم. حاولنا التواصل أيضا مع شركة المياه الوطنية، ولكن مسؤول العلاقات العامة خالد بادغيش أفاد أن مناقشة هذا الموضوع لا تندرج تحت صلاحياته، وأن المخول بذلك هو المهندس محمد الزهراني المتحدث الرسمي للشركة، مشيرا إلى أن اليوم ذاته الذي تم التواصل فيه مع الشركة كان أول يوم دوام بالنسبة للمتحدث الرسمي.