تواصلت معي منذ فترة قريبة إحدى المتابعات لي في تطبيق سناب شات، وكانت سعيدة بفرصة تدريبية حصلت عليها في مؤسسة لطالما حلمت بها، ومن شدة حماسها قفزت للتفكير مباشرة في الانضمام إلى كتيبة الموظفين الرسميين لديهم.. وطلبت مني بعض النصائح لكيفية إبهار إدارة المؤسسة وإقناعهم بتوظيفها. وبالرغم من عدم تخصصي في هذا المجال.. لكني شغوفة بالقراءة والبحث عنه في بطون الكتب وسطور المقالات ومقاطع البودكاست.. ما الذي يجعلك متميزا في عملك؟ بداية، دعونا نتفق بأن النجاح المهني والتميز الوظيفي مشروط في كثير من الأحيان بمدى شغفك بعملك وإيمانك برسالتك وثباتك على مبادئك، ففاقد الشيء لا يعطيه. لا تقدم على مؤسسة غارقة في التقليدية وأنت مبتكر.. أو وزارة بطيئة وأنت طموح وعجول.. أو شركة ناشئة وفوضوية وأنت شخص دقيق ومنظم. أحط نفسك بثقافة شركة تشبه ثقافتك.. موظفيها يحملون قيمك.. طموحاتها تلتقي مع طموحاتك.. شراكاتها هي مع جهات تكن لها كل احترام وتقدير.. وإن وجدتها.. أو وجدتك.. إليك الوصايا التالية: 1 - كن نفسك واسمح للآخرين بأن يكونوا هم! لا يوجد شركة مبدعة أو مؤسسة مبتكرة على وجه الأرض تريد أن توظف عقولاً متطابقة وشخصيات مستنسخة.. تحمل ذات الطباع والرؤية وطريقة التفكير، الكل يبحث عن «الإكس فاكتور»، أو الموظف «الإضافة» الذي يأتي إلى المؤسسة بعيون وروح وعقل جدد.. لذلك مهما حاول من حولك نقد اختلافك والانتقاص من تفردك، اعتز بنفسك.. وطريقتك بالتفكير والتحليل.. وتعلم من ذكاء وحنكة غيرك لكن لا تغلي هويتك سحرك وتميزك الخاص 2 - ابحث عن النقص.. وكن الإضافة! أحياناً ما ينقص الإدارة ليس الإستراتيجية بل التنفيذ، الابتكار وليس الإنتاج، رواية القصة وليس تسويق المنتج. اسأل نفسك لو كان بإمكانك إعادة بناء الشركة أو القسم من جديد.. ماذا كنت ستغير؟ وكيف يمكن أن تطبق ذلك التغيير بوعي وتدرج؟ دون تجاوز خبرات سابقة وقامات راسخة، بل امزج شغفك بالتغيير وإيمانك بأهميته بتجارب الآخرين وعصارة خبراتهم لتكون المحصلة تطورا ذكيا ومدروسا وحكيما. 3 - طور نفسك في مجالك كل يوم لو خصصت نصف ساعة للقراءة كل يوم في تخصصك الدقيق أو مجالك الواسع أعدك بأنك سوف تشع بطريقة مذهلة وغير متوقعة.. لأن العلم يتجدد ويتمدد كل دقيقة. إن كنت تعمل في مجال التجارة أو إدارة الأعمال اشترك بمجلات مثل «هارفارد بزنس ريفيو» أو «فوربس» أو «انتربنيور» لأن خلفها فريق وظيفته الأساسية هي تقديم أحدث الأخبار.. وأفضل المقالات.. وعصارة تجارب رواد الأعمال من خلال التحقيقات والمقابلات.. ويمنحك نظرة عالمية لواقع هذا المجال وما يؤثر على تشكله وتطوره. 4 - تحدث إلى مديرك! حين سأل جون فافرو كبير محرري البيت الأبيض وكاتب خطابات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كيف نجحت في تقلد هذا المنصب وأنت في عمر الـ ?? ؟ فأجاب فوراً كنت مستمعاً جيداً! أحياناً قد تعتقد بأن أسرع وسيلة لكسب ود مديرك في العمل هو أن تبهره بإنجازاتك وأفكارك وخططك.. في حين أن كل ما قد تحتاجه هو أن: تنصت له. الإنصات الجيد هو أحد أثمن مفاتيح التعلم.. وفي عالم الأعمال هو أحد أسرار النجاح.. فلا تضيع الكثير من الوقت في الاستماع لنفسك وتجاهل آراء وتوجهات الآخرين. 5- لا تتنازل عن توازنك أنت لا تحمل فقط لقب موظف.. وأنتِ لست الثمانية ساعات التي تقضينها في الدوام.. قد تكونين زوجة وأم وصديقة وكاتبة ورياضية ومتعلمة لغات. إخلالك بنظام حياتك خارج العمل.. سيؤثر لا محالة لاحقاً على حياتك داخله.. الحياة لها جناحين عملك ومتعتك.. وحتى تستقيم امنح كل حياة حقها.