×
محافظة المنطقة الشرقية

إقبال غير مسبوق على السندات الكويتية - اقتصاد

صورة الخبر

تعتزم وزارة الآثار المصرية اليوم (الاثنين) نقل الجزء الأخير للتمثال الأثري المكتشف حديثا، والمرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني، إلى المتحف المصري الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك للترميم، وعرضه ضمن سيناريو العرض للمتحف عند افتتاحه الجزئي العام المقبل. وكانت بعثة مصرية – ألمانية، قد أعلنت يوم الخميس الماضي اكتشاف أجزاء من تمثالين ضخمين من عصر الأسرة التاسعة عشرة الفرعونية، في حي «المطرية» الشعبي (شرق القاهرة)، أحدهما للملك سيتي الثاني، والثاني من المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني. وأثارت عملية استخراج التمثال بجرافات آلية، ثم تركه لأيام في الشارع، انتقادات واسعة وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. وقال المستشار أحمد رزق، عضو مركز معلومات النيابة الإدارية، إن هيئة النيابة الإدارية فتحت تحقيقا عاجلا في واقعة التمثال وتركه بهذه الصورة. وعلى مدار اليومين الماضيين، قام مواطنون بالتقاط صور «سيلفي» مع التمثال. وأظهرت الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عبث الأطفال برأس التمثال ومحاولات للصعود عليه، قبل أن يقوم حراسه بتغطيته بـ«بطانية تحمل صورة سبايدرمان»، ما أثار السخرية مجددا. ويبلغ طول تمثال رمسيس الثاني 8 أمتار، حسب وزارة الآثار المصرية، ويعتبر من أبرز ملوك مصر القديمة الذي حكم البلاد قبل أكثر من 3250 عاما قبل الميلاد. وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس البعثة الأثرية من الجانب المصري، إن التمثال المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني، تم اكتشافه في جزأين متفرقين، تم نقل الجزء المكتشف من الرأس، والذي يتكون من جزء من التاج والأذن اليمني وجزء من العين اليمني. ورأت الوزارة عدم نقل الجزء الثاني المكتشف من التمثال والذي يتكون من جزء كبير من الجسم وتأجيله إلى يوم الاثنين، لتوفير وسيلة نقل ملائمة لانتشاله من موقع اكتشافه ونقله للمتحف المصري الكبير، للترميم وعرضه ضمن سيناريو العرض للمتحف عند افتتاحه الجزئي خلال 2018. وشدد عشماوي على أنه في حال تقصير أحد أفراد الحراسة سوف يُعرض نفسه للعقاب، منوها إلى أن عبث الأطفال برأس تمثال رمسيس الثاني، ثم تغطيته بـ«البطانية» كان تصرفاً فردياً من قِبل الحارس، بهدف إبعاد الأطفال عن الموقع، حيث إن طبيعة الأطفال فضولية، مؤكداً أن ذلك يُعد رد فعل طبيعي منهم. وأوضح أن تعرض التمثال للشمس أمر ضروري، حيث إنه ظل تحت الأرض آلاف السنوات، مُعرباً عن سعادته بسبب غضب المواطنين من صور التمثال التي انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية وغيرتهم عليه، قائلاً: «عندهم حق، بس عملية انتشال الرأس تمت بطريقة سليمة». ويعد الكشف واحدا من أكبر الاكتشافات في التاريخ الأثري المصري، وتعول عليه مصر في الترويج السياحي، بعد أن عانت من التراجع في صناعة السياحة منذ أكثر من 6 سنوات. وقال الدكتور ديتريش راو، رئيس البعثة الألمانية العاملة، إن «الطريقة التي تم بها انتشال رأس التمثال طريقة علمية، ونحن كبعثة ألمانية موجودون طوال الوقت، ومعنا فريق على أعلى مستوى، كما أن التمثال لم يصبه أي خدش، وهو في حالة جيدة من الحفظ، ولن نسمح بإلحاق الأذى لأي قطعة أثرية على الإطلاق»، مشددا على أن «الآثار المصرية ملك العالم، والحفاظ عليها واجب أي دولة في العالم». وكان عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، قد علق على ملابسات الجدال حول هذا الكشف وطريقة استخراجه. وقال حواس إن المنطقة التي ظهر الكشف فيها تسمى «سوق الخميس»، وهو موقع أثري مهم جدا، عثر فيه من قبل على بقايا معابد للملك إخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني. وتابع: «منطقة المطرية تعاني من مشكلة كبيرة جدا، وهي أن جميع المنازل والمباني الحديثة مبنية فوق بقايا معابد ومقابر أثرية، وأغلب الآثار الموجودة بها سواء من التماثيل أو المعابد موجودة أسفل المياه الجوفية بأعماق تتراوح بين مترين إلى أربعة أمتار تحت المياه، مما يوجد صعوبة في نقل هذه الآثار من أسفل المياه الجوفية إلى أعلى سطح الأرض». وحول اتهام البعثة بأنها كسرت التمثال لنصفين عند استخراجه بالجرافة، قال حواس إن «جميع الآثار والتماثيل التي عثر عليها في منطقة المطرية لا يوجد بها تمثال واحد كامل، حيث إن هذه التماثيل تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور المسيحية، حيث اعتبرها المسيحيون مباني ومعابد وثنية، وأغلقوها ودمروا جميع التماثيل والمعابد، واستخدموا أحجارها في بناء الكنائس».