ترتبط دول الخليج العربي في أذهان الكثيرين بالتطور الحضاري والمعماري، مما يجعل كثيرين يغفلون عن البيئة الطبيعية الرائعة التي تقوم عليها هذه المنطقة، والتي تحتضن في طياتها مساحات صحراوية شاسعة تتلاقى مع الشواطئ البحرية لتضم كنزاً غنياً من الثروات الحيوانية الفريدة من نوعها. وتعد المها العربية إحدى أهم الثروات الطبيعية الموجودة في دول المنطقة، التي تُعتبر رمزاً للأصالة العربية وبالأخص في السعودية والإمارات. ومع ذلك، لا تحصل المها على الانتباه الكافي من قبل الأفراد بوصفها إحدى الثروات البيئية الغنية التي تعكس قيم حضارتنا العربية، فنجد مواقع التواصل الاجتماعي تزدحم بصور تعكس التقدم المعماري والحضاري مع تناسي جميع المظاهر البيئية الفريدة من نوعها في بلادنا. ونظراً لجمال المها العربية وإيماناً بأهمية تسليط الضوء عليها كأحد مظاهر الأصالة التي يجب الحفاظ عليها قام المصوران زينب العطار وعبد الله البقيش بالتعبير عن مدى تقديرهم للتاريخ العريق للمها العربية، من خلال العمل على نقل جمال هذه الأيقونة الفريدة من نوعها من خلال عدسة الهاتف الجوال. والجدير ذكره أن تصوير الحياة البرية والحيوانات بشكل عام يشبه إلى حد ما التصوير الرياضي، فهو يحتاج إلى كثير من الدقة والسرعة حيث لا يمكن التنبؤ بحركة الحيوانات، ويجب على المصور اختيار الزاوية المناسبة والتحلي بالصبر لالتقاط اللحظة الأنسب للتصوير. وتواصلت «الشرق الأوسط» معهما للتعرف على تقنيات تصوير الحياة البرية التي في رحلة تصويرهما لجمال المها العربي في محمية دبي الصحراوية. * مصورة الطبيعة زينب محمود العطار مصورة تركت عالم الأعمال المصرفية لتحصل على دبلوم في التصوير من جامعة «كارديف متروبوليان»، وقامت بتأسيس معرضها الأول في مؤتمر الشباب العربي للإبداع في لندن عام 2013. وتهوى زينب تصوير الانعكاسات وتسليط الضوء على العادات والتقاليد والثقافة العربية. وعلقت زينب على تجربتها التصويرية للمها العربية: «استمتعت بتجربة الحياة الصحراوية ومغامرة الكثبان الرملية ورؤية الحيوانات البرية كالريم والغزال والمها العربية، وبعض النباتات البرية المهددة بالانقراض. ولكن ما لا يدركه الجميع أن منطقة الخليج المزدحمة بمختلف الجنسيات والمراكز التجارية المتنوعة ما زالت تحتفظ بطابع تراثي قديم في أكثر من موقع، وهناك جهود مكثفة للحفاظ على التوازن البيئي عبر التركيز على المحميات الطبيعية وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض وإصدار القوانين التي تهدف إلى المحافظة على البيئة الطبيعية». وترى العطار أن ظهور مفهوم الهواتف الجوالة قد أسهم في اعتمادنا على كاميرا الهاتف بدلاً من الكاميرا الاحترافية بسبب الدقة العالية والخواص المختلفة التي تقدمها تلك الأجهزة، مثل العدسة المزدوجة ودقة التركيز على تفاصيل العناصر الصغيرة والتحسن الكبير في درجة النقاء. ومن وجهة نظرها، ساعدت شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة كـ«فيسبوك» و«إنستغرام» على الوصول لآلاف الأشخاص في مختلف أنحاء العالم وتعريفهم على ثقافتنا، وفي هذه الزيارة فضلت تسليط الضوء على التقاء الماضي بالمستقبل من خلال هذه المحميات والأماكن ذات الطابع الإماراتي الصحراوي البدوي العريق. وبعد تجربتها التصويرية للمها العربية، تنصح العطار محبي التصوير باتباع الخطوات التالية للحصول على أفضل اللقطات: - استخدم خاصية التقريب، إذ إن ميزة التقريب البصري المتوفرة على هاتف «آيفون 7 بلاس»، مثلاً، تسمح الحصول على تقريب بصري مضاعف وتقريب رقمي يصل لغاية 10 أضعاف، وذلك للحصول على صور واضحة للحيوانات، حيث أحياناً من الممكن أن تكون بعيدة لخوفها من المصور. - النصيحة الثانية: استخدام نمط التصوير «بورتريه» Portrait الذي يسمح لك بالتقاط صور جميلة للحيوانات البرية الأليفة والمناظر الطبيعية من حولك. ويتيح هذا النمط إضافة لمسة فنية مميزة إلى صورك، حيث يحافظ العمق في مجال التصوير على وضوح الأوجه أمام خلفيات باهتة خلابة. - النصيحة الثالثة، استخدام نمط «بانوراما» Panorama لالتقاط صور المناظر الطبيعية المحيطة بك، حيث يعتبر تصوير المناظر المحيطة بك بشكل بانورامي من أساسيات أي رحلة برية، وهذا يعني أن تلتقط منظراً لقطيع كبير من الحيوانات البرية مع الخلفية الطبيعية المحيطة في مشهد واحد فقط. وتسهل كثيراً من الهواتف، من بينها «آيفون» البحث عن الذكريات التي لا تُنسى، وذلك من خلال تطبيق الصور وأدوات العثور على صورك ومشاركتها وتحسين جودتها بطرق جديدة كلياً. وتستخدم ميزة الذكريات تقنية بحث متقدمة لتنظيم صورك في ألبومات وعروض فيديو تضيف إليها موسيقى لإعداد فيديو حول رحلتك التصويرية في البرية. * مصور الصقور أما عبد الله البقيش فقد بدأ رحلته التصويرية في عام 2008، حيث ركز في بداياته على مواضيع متنوعة من بينها تصوير فعاليات بطولات فزاع للصيد بالصقور والغوص وسباقات الخيل، ومن ثم انتقل لتصوير المدن، أو ما يسمى «سيتي سكيب». وحاز عبد الله على كثير من الجوائز التصويرية كان من أهمها جائزة الإمارات للتصوير، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول في بطولة دبي العالمية للضيافة «هيبا» عن المحور التراثي. وأوضح عبد الله: «لقد قمت في بداياتي بتصوير الصقور والخيل، واعتبر تصوير الحيوانات متعة حقيقية لي، فخلال عطلة نهاية الأسبوع أحب الابتعاد عن تصوير المدن، والخروج للصحراء والاستمتاع بتصوير المناظر الطبيعية هناك، وكانت تجربة زيارة محمية دبي الصحراوية مميزة جدا حيث أتيحت لي فرصة تصوير هذه المخلوقات الجميلة عن كثب». ويقدم عبد الله نصائح مهمة المصورين للحصول على أجمل اللقطات: - النصيحة الأولى، إعداد عروض فيديو ممتعة بنمط «مرور الزمن» Time - lapse، التي تسمح بإطلاق الإبداع والابتكار لتتعدى الصور الفوتوغرافية، مثل إعداد فيديو لشروق الشمس وغروبها أو لتصرفات قطيع من الحيوانات لمدة يوم كامل. كل ما عليك هو تثبيت هاتفك على منصة حمل ثابتة «ترايبود» لتلتقط أجمل الفيديوهات. وتسهم ميزة التثبيت البصري المتوفرة بإخراج فيديوهات احترافية لا ارتجاج ولا تشويش فيها. وبالنسبة لالتقاط عروض الفيديو لفترات مطولة في البادية، فتقدم كثير من الهواتف الجوالة قدرات مطورة لمقاومة الغبار، من بينها «آيفون 7». - النصيحة الثانية، الاعتماد على منصة الحمل الثابتة خلال رحلات التصوير، حيث يُعتَبَر استخدام حامل ثلاثي الأرجل من الأدوات المهمة التي يجب أن ترافقك في رحلتك التصويرية في الحياة البرية، ذلك أن الحيوانات سريعة وكثيرة الحركة، واستخدام الحامل يساعد على التقاط صور مثالية خالية من الاهتزازات والتشويش. وتستطيع التصوير بنمط الحركة البطيئة الجميلة للحيوانات البرية، مثل عدو غزال في البرية، لتقوم بعرضها بشكل بطيء لاحقاً. ويُسهِم التصوير بهذا النمط بإضافة تأثير دراماتيكي للقطاتك لتحصل على ذكريات لا تنسى. ولا تنس أن تستخدم امتداد «رو» RAW لحفظ صورك، وذلك للحصول على أدق والتفاصيل وتحريرها احترافياً في التطبيقات المتخصصة. وبإمكانك تحميل تطبيق «بروكام» ProCam الذي يتيح لك التصوير بصيغة Raw، أو تطبيق Pixelmator الذي يسمح بإضافة وإزالة بعض اللمسات غير المرغوب فيها في الصور، فإذا كنت تصور قطيعًا من المها العربية وخرج أحد أفرادها خارج السرب، فبإمكانك بكل سهولة إزالته من الصورة.