الناجحون قلة، وكذلك الدول.. خاصة عندما يبنى نجاحها على أنقاض الحروب، وضعف الموارد، وتداعيات انهيار اقتصادي تام.. تلك هي اليابان البوابة الشرقية للعالم في قطاع الصناعة الثقيلة، القائمة على تحويل المواد الأولية "المستوردة" فهي أول منتج للحديد والصلب في العالم وثالث قوة في تكرير البترول، وأكبر منتج للسيارات، إذاً فالتصنيع أهم ركائز القوة الاقتصادية اليابانية. زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- إلى هذا البلد العظيم التي بدأت يوم أمس، تتزامن مع خطوات مهمة برزت خلال الفترة الأخيرة من تاريخ العلاقة بين البلدين، ومن ذلك موافقة مجلس الوزراء على تفويض ثلاثة وزراء "الاقتصاد، التجارة، والطاقة" للتباحث مع الجانب الياباني في شأن مشروع مذكرة تعاون بين حكومة المملكة وحكومة اليابان حول تنفيذ الرؤية السعودية - اليابانية 2030، والتوقيع عليه. خصوصية العلاقة الاقتصادية بين المملكة واليابان.. عززها إعلان عملاق السيارات في العالم شركة "تويوتا موتورز" رغبتها القوية في بناء مصنع لها في المملكة، وهو توجه مبني على أهمية المملكة الإستراتيجية كموقع، وقدرات اقتصادية، وأيدٍ عاملة.. والأهم توفر وقرب المواد الأولية لهذه الصناعة. نعم لقد باتت الصناعة القناة الأهم والأقوى لتعزيز دعائم الاقتصاد وتحقيق مبدأ الاستدامة، وهو التوجه الذي تسعى إليه المملكة في عموم الصناعة: العسكرية، والبتروكيماويات، والسيارات..، ولعل شركة "سابك اليابان" تجسيد عملي لفرص الناجح في الصناعة بين البلدين. لقد أكد الأمير محمد بن سلمان في حديث صحافي سابق على أهمية الاقتصاد ودوره في تحديد وتأطير العلاقات بين الدول.. واليوم تتشرف اليابان بزيارة تاريخية للملك سلمان.. وهي زيارة نرى أنها مهمة في مسيرة بناء علاقات إستراتيجية مع الدول ذات الاقتصاد القوي المستدام.