×
محافظة المنطقة الشرقية

إسرائيل تُبرم أكبر صفقة في تاريخها.. بـ 15 مليار دولار<br /> - اسرائيليات

صورة الخبر

في الساحل الغربي لليمن وفي مديرية حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة يعتمد السكان على الزراعة بصورة رئيسية لكسب لقمة عيشهم، لكن الأقدار شاءت أن تتحول هذه المنطقة الخصبة من البلاد إلى منطقة عسكرية مغلقة بعد سيطرة الميليشيا الحوثية عليها، مما جلب لمزارعها وحقولها الوفيرة الدمار وحولها إلى حقول ألغام تنذر بالموت لكل عابر يفكر أن يخطو فوق تربتها التي طالما اكتست بالخضرة والحياة. وبحسب آخر إحصاء سكاني أجري في العام 2004 فإن سكان مديرية حرض يبلغ تعدادهم 93 ألف نسمة. وأجبرت المليشيا كل هؤلاء المواطنين على الهجرة والتشرد في أصقاع البلاد هربا من جحيم حرب لا ترحم أحدا، ويتوزع النازحون من أبناء حرض وميدي على الحديدة وعبس ومدينة حجة ويقيمون في ظروف بالغة الصعوبة حيث يعيش أغلبهم بلا مأوى ولا مساعدات. يأتي ذلك في ظل شح الأعمال الإغاثية التي دأبت على تقديمها المنظمات الدولية والمحلية إبان حروب صعدة، إلا انه وبعد سيطرة الانقلابيين جرى التضييق على أعمالها وملاحقة موظفيها مما حدا بأغلبها إلى مغادرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا او توقفها عن مزاولة نشاطاتها الإنسانية والإغاثية. من مضيف إلى ضيف لم يتبادر إلى أذهان أبناء حرض يوما أنهم سيكونون نازحين ومشردين وهم من استقبل الهاربين من ويلات الحرب طوال حروب صعدة الستة، حيث أقيمت بمديريتهم المحاذية عدد كبير من مخيمات اللجوء، وربما لم يدر بخلدهم البتة أن الدور سيأتي عليهم لا محالة ليصبح المستضيف ضيفا بائسا ومرعوبا ونازحا يحلم بالعودة لأرضه. وعملت الميليشيات لفترة طويلة في الخفاء لأجل الاستحواذ على هذه المنطقة المهمة المطلة على ميناء ميدي والمحاددة للسعودية، إذ لوحظ في السنوات الأخيرة إقبال عدد كبير من تجار التهريب القادمين من صعدة على شراء مساحات واسعة من أراضي حرض وميدي وإقامة مزارع عليها في ظاهر الأمر لكنها في الحقيقة كانت تجهز لتكون مخازن ومخابئ آمنة للسلاح الايراني القادم عبر ميناء ميدي وللمخدرات. حقول ألغام كانت حقول الذرة الرفيعة ومزارع المانغو والخضروات هي الكساء الأخضر الذي يغطي صحراء حرض طوال العام حتى قبل بدء الحرب. وقد شكلت هذه الحقول والمزارع مصدر دخل مهم لسكان حرض، لكنها تحولت بين ليلة وضحاها إلى حقول الغام مترامية الأطراف، إذ يقدر خبراء ومهندسو نزع الألغام التابعين للجيش الوطني والتحالف العربي أن قرابة 30 ألف لغم أرضي هي حصيلة ما زرعته مليشيا الحوثي وصالح في صحراء حرض لم ينتزع منها حتى الآن سوى خمسة آلاف لغم. مدينة أشباح كان يقال عن حرض بأنها مدينة لا تنام، بيد أن الحرب التي فرضت عليها كرها أسقطتها في سبات طويل وموت كالح، فطالما كانت هذه المدينة الصغيرة محطة لاستراحة المسافرين الذاهبين للسعودية والعائدين منها عبر منفذ الطوال البري.  وقد عادت عليها حركة المسافرين بطفرة اقتصادية برزت معالمها واضحة في إنشاء عشرات الفنادق والمطاعم ذات الخدمات الراقية، وما إن نشبت الحرب حتى أصبحت هذه الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية متاريس ومنصات استخدمها الانقلابيون لإطلاق المقذوفات على الأراضي والمدن السعودية المجاورة.