بلغ عدد عمليات تكميم المعدة التي أجريت على سعوديين في مستشفى واحد فقط بالمملكة الأردنية خلال عام 2016 والشهرين الأولين من عام 2017 نحو 11 ألف عملية، وذلك وفقا لإحصاءات حصلت عليها «الوطن» من المسؤولين في المنشأة. ووفقا للمعلومات فقد انخفضت أعداد العمليات في الفترة الأخيرة بعد أن ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، وبلغ المعدل الشهري لإجراء العمليات في 2016 نحو 833 عملية لينخفض في عام 2017 إلى 500 عملية فقط، وبأسعار تتراوح بين 15 و16 ألف ريال، وهي أسعار تقل عن معدل التكلفة الموجود في المملكة الذي يتراوح بين 30 و35 ألف ريال. النسبة الأكبر من النساء صرح استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي والسمنة المفرطة والمنظار في الأردن محمد عبدالوهاب الزيتاوي لـ«الوطن» أنه خلال الشهرين الماضيين بلغ عدد السعوديون الذين أجروا عمليات التكميم نحو 1000، وفي العام المنصرم أجريت 10 آلاف عملية بمعدل 833 في الشهر الواحد، مشيرا إلى أن النساء يتصدرن قائمة الأكثر خضوعا لهذا النوع من العمليات بنسبة تقدر بـ 60 %، فيما بلغت نسبة العمليات التي أجريت نظير الهوس بالتجميل والرشاقة نحو 7 %. إجراء سريع أوضح الزيتاوي أنه عندما يرتفع مؤشر كتلة الجسم إلى ما بين 35 و40 فما فوق، مع وجود أمراض مثل ضغط الدم المرتفع والسكري أو آلام المفاصل والديسك أو اضطرابات النوم والشخير، يتم تقييم الحالة ومن ثم تجرى الفحوص اللازمة تمهيدا لاستئصال 75 إلى 85 % من حجم المعدة، ثم يترك جزء منها على شكل «أنبوب أو كم» باستخدام دباسات المنظار المتقدمة. وبالنسبة لحجم المعدة الطولية فإنه يتبقى حوالي 75 إلى 125 ملليمتر مقارنة بالحجم الأصلي السابق للمعدة، أي حوالي 2000 ملليمتر، والحجم الجديد يساعد المريض على تقليل كمية تناول الطعام بشكل كبير. وأشار إلى أنه لا توجد أي تغييرات في الأمعاء أو أي توصيلات بها، لهذا فإن عملية تكميم المعدة تقوم بدورها دون التعارض مع عملية الامتصاص. أهمية التدخل الطبي أوضح أخصائي التغذية الصحية والرياضية عبدالله القين لـ«الوطن» أن من يلجؤون لهذه العمليات تكون نسبة السمنة لديهم مرتفعة، وتشكل خطرا فعليا على حياتهم، ولا يستطيعون ممارسة الرياضة بسبب الوزن. فهنا يتم إجراء العملية، ولكن يجب أن يعي المريض حجم المخاطر الصحية العديدة لعمليات التكميم التي قد يكون أبرزها تساقط الشعر وفقدان الشهية والضعف العام والترهلات الجلدية التي قد تحتاج فيما بعد إلى عملية جراحية أخرى. وبين أنه قبل التركيز على علاج السمنة، يجب أولا علاج مسببات السمنة، وهي العادات الغذائية للمريض. وبعد أن يقوم المريض بإتمام عملية التكميم يتطلب منه الالتزام بنظام غذائي ورياضي، فيجب أن يفعل ذلك قبل اللجوء إلى التكميم والحلول السريعة. عوامل السمنة توقع القين أن تشهد السنوات المقبلة ارتفاعا في معدلات الإصابة بأمراض السمنة والسكري، وذلك بسبب انتشار طلبات الوجبات السريعة حتى إنه أصبح من السهل طلبها عبر الهواتف، وكذلك استهلاك كميات كبيرة من الوجبات والسكريات التي تقلل من قدرة الجسم على الاستفادة من الأنسولين، مما يؤدي إلى الفشل في خفض مستوى السكر في الدم، وبالتالي زيادة احتمال الإصابة بالسمنة ومرض السكري. وتابع «نسبة المطاعم الصحية قد لا تتعدى 5%، مشيرا إلى أن الدولة تطمح من خلال رؤية 2030 إلى حل هذه المشكلة الكبيرة التي بدأت تحاصر المجتمع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وذلك باتباع الكثير من الإجراءات التي من شأنها أن تقلل من نسبة هذه الأمراض، وكذلك ترفع مستوى الوعي بخصوص ممارسة الرياضة وتحسين جودة الحياة».