•• العودة للكتابة مرة أخرى بعد العيد مباشرة تحتم على الكاتب أن يضرب أخماسا في أسداس عن نوعية الكتابة التي سيعود بها، هل يكتب عن الماضي وعن العيد وتفاصيله، أم يكتب عن الحاضر وتفاصيله كزحمة الشوارع وما يصاحبها من ضيق وزهق للسائرين، أم يكتب عن المستقبل المشرق عن طلبة الابتعاث الذين سيسلمون دفة الوظائف ويبعثون في شريانها الحياة من دمائهم الشابة لتغير نظرة المراجع للروتين الذي سيقذف به هؤلاء الشباب إلى سلة المهملات. كل هذا تقافز إلى ذهني عندما فكرت بالعودة إلى الكتابة، ولم تتبق من كل ذلك إلا التفكير بمستقبل الشباب المبتعثين الذين سيتقدمون الصفوف بأفكارهم الجديدة وطموح الشباب فيهم ونظرتهم للمستقبل الذي سيقودونه بدمائهم الجديدة وغير الملوثة بالروتين ومشتقاته. •• وأؤكد تأكيدا جازما أن من ابتعث إلى الخارج ودرس هناك عدة سنوات سيعود شيئا آخر مختلفا من كل النواحي الدراسية والفكرية والاجتماعية، ولن يقف أحد أمام طموحه في أن يطبق ما درسه وتعلمه واستفاده من غربة السنوات، والأمل معقود على هؤلاء الشباب في أن يفعلوا شيئا مختلفا كلا في موقعه ووظيفته التي سيستلم زمام إدارتها. •• أقول هذا وأنا متأكد مما أقول، حيث البوادر واضحة وضوح الشمس، عندما التقيت أخيرا بأحد الشباب المبتعث الذي عاد لتوه من بعثته الدراسية وإذا به يطرح أفكارا ورؤى تعطي انطباعا بأن المستقبل لهؤلاء الشباب سيكون مشرقا إذا أعطي زمام المبادرة والثقة؛ لأنني وجدت طموحا بلا حدود عند هذا الشباب، وبالطبع هذا الطموح وأكثر يتمثل في كل الشباب المبتعثين العائدين إلى بلدهم وتغذية المستقبل بسواعدهم ونظرتهم المستقبلية.