من المؤكد أن قصة المواطن «إبراهيم العاصمي» الساكن في قرية «آل غنية» بمحافظة محايل عسير ليست شائعة، إذ إن حكايته يتابعها لجنة مشكلة من ثلاث جهات «الشرطة ــ الدفاع المدني ــ مندوب المحافظة» . بدأت معاناة «العاصمي» قبل ثـلاث سنوات حين اشتعل أول حريق في منزله، سببه الجـن، إذ كان يسمع إبان الحريق أصواتا معتددة تنادي على أفراد الأسرة بأسمائها، تكرار الحريق دفعه إلى شراء أرض وإقامة منزل آخر له، لكن هذا لم يوقف الحرائق، فذهب لبيت ابنته هربا ممن يشعلون الحرائق في بيته الأول وبيته الثاني، فلحقته الحرائق إلى هناك، مما اضطره للعودة إلى منزله رغم تكرار الحرائق بمعدل مرة كل شهـر، ونادرا ما تتكرر شهريا، حتى البيوت التي يستأجرها كانت تشتعل بالحرائق «كما يقول العاصمي» . يؤكد «العاصمي» أنه استعان بحوالى «13 راقيا شرعيا» لطرد الجن أو مكافحة ما سماه سحرا عن طريق الجـن، إلا أن جهود الرقاة لم توقف الحرائق المتكررة التي وصلت إلى 25 مرة. ينتظر «العاصمي» ما ستصل إليه اللجنة المشكلة من ثـلاث جهات من حلول ومن توفير مسكن له، وهناك مؤشرات أولية تؤكد أن الموضوع سيرفع إلى هيئة كبار العلماء لإيجاد حل شرعي له، والنظر في نوعية وطبيعة هذا الإيـذاء المستمر. بقي أن أقول : أتمنى من الثـلاث جهات «الشرطة ــ الدفاع المدني ــ مندوب المحافظة» أن يتمعنوا في «وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي»، فهذا التأمل ربما يجعلهم يستدعون مع اللجنة المشكلة من ثـلاث جهات «طبيبا نفسيا»، إذ يمكن للطب النفسي أن يقول كثيرا حول هذه الحكاية أو المعاناة، فالفصام والصراع بين «الأنا الأعلى والهو» يجعل الشخصية تنشطر، كذلك الذهان يدفع الإنسان إلى أن لا يميز بين الحقيقة والوهم، أو تعدد الشخصية فيتقمص الإنسان شخصية يقوم أثناءها بما لا يستطيع القيام به بشخصيته الحقيقية، أو هو «الإدراك الضلالي» إذ يقتنع الإنسان بفكرة ما فيتصرف على أنها حقيقة مؤكدة، أو إلخ. فهل تستدعي اللجنة المشكلة من ثـلاث جهات طبيبا نفسيا ليشاركهم حل لغز أو حكاية أو معاناة «العاصمي»، فربما يحل لهم القضية قبل أن ترفع لهيئة كبار العلماء ؟. عكاظ