أشاد علي أحمد أميني مدير إدارة الوقاية من الجريمة بالخطوات التي تم اتخاذها في هذا المجال والتي جاءت تنفيذاً وتماشياً مع توجيهات الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، ونظرته الثاقبة والمستقبلية بضرورة الاهتمام بالنشء، من خلال وضع الخطط والبرامج الهادفة لغرس الولاء والانتماء والوطنية،والعمل على توعية الأبناء من المخاطر التي تهدد حياتهم، ومنها المخدرات والسلوكيات الغير مرغوب فيها مثل الانحراف والعنف، وذلك لتحقيق بيئة آمنة ومستقرة.وأضاف في مقابلة مع صفحة «الأمن» أن فئة الناشئة، تمثل شريحة مهمة في المجتمع ولذلك فإن العمل على وقايتهم، يعد مسؤولية مجتمعية مشتركة تقع على عاتق جميع المؤسسات، وهو أمر استدعى التعاون والتنسيق وتكامل الجهود للحفاظ على أمن وسلامة الأجيال من خلال إطلاق برنامج «معاً» لمكافحة العنف والإدمان عام 2011، والذي سعى لتطبيقه في مملكة البحرين معالي الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية، رئيس لجنة «معاً»، وذلك بعد دراسة جميع الخيارات العالمية الناجحة، حيث أثبت البرنامج الذي تطبقه المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان DARE والذي يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً له، مدى فعاليته على مدار أكثر من 3 عقود من الزمن، فيما تم تطبيقه في أكثر من 60 دولة حول العالم، وقد تم بحرنته وتعريبه بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية وبما يتوافق مع بيئتنا الاجتماعية لتحقيق أعلى معايير الاستفادة والنجاح.مفهوم الوقاية من الجريمة أوضح السيد علي أميني أن مفهوم الوقاية من الجريمة، عبارة عن عملية الحد من فرص وقوع الجريمة من خلال مجموعة من الاجراءات التي تهدف إلى السيطرة على العوامل والظروف التي تنشأ في ظلها، ووضع العوائق التي تصعب ارتكابها من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية في عمل وقائي جماعي منظم، مضيفا أن الوقاية من الجريمة تعني محاولة منع ظهور الشخصية الإجرامية واتخاذ الاجراءات التي من شأنها تصعيب ارتكاب الجريمة والحيلولة دون تكرار وقوعها وذلك بمكافحة العوامل المؤدية إلى السلوك الإجرامي. وأشار مدير إدارة الوقاية من الجريمة إلى أن هدف الوقاية من الجريمة كان متواجداً في إجراءات الشرطة عبر التاريخ، وقد أصبح نظاما متميزا في عمل الشرطة يستند على تعاون الشرطة مع المواطنين والمقيمين، تماشياً مع التطور الأمني بمملكة البحرين، حتى قامت وزارة الداخلية بإنشاء إدارة الوقاية من الجريمة عام 2006. مهام وأهداف واختصاصات الإدارة من مهام وأهداف الإدارة واختصاصاتها، السعي إلى المحافظة على الأمن العام والحد من ارتكاب الجريمة ومعدلاتها والوقاية منها، وذلك من خلال تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية وإعداد دراسات للظواهر السلبية ومكافحتها عبر وضع البرامج والخطط للوقاية منها، بالإضافة إلى بناء قاعدة معلومات أمنية متكاملة بهدف رصد ومتابعة الحالات والظواهر التي تقود لارتكاب الجريمة، كما أنه من اختصاص عمل الإدارة التواصل مع جميع فئات المجتمع والهيئات الحكومية والخاصة لمواجهة الظواهر الاجتماعية بغرض الوقاية من الجريمة، وتوظيف قدرات المجتمع عبر التعاون مع رجال الشرطة في التصدي للجريمة ومشاركتهم في تعزيز المسؤوليات الاجتماعية عن طريق سبل التوعية والإرشاد، تعزيز آليات غرس العمل التطوعي في المجتمع وآليات التدخل المبكر للحد من القضايا والمشاكل الاجتماعية، تسيير دوريات لتلبية نداءات المواطنين والمقيمين وتسريع طرق الاستجابة، المشاركة في الفعاليات والمهرجانات والمناسبات الوطنية والعامة، ونشر وتعزيز القيم الوطنية لدى المجتمع.دور الإدارة في الوقاية من الجريمة والحد منها أوضح مدير إدارة الوقاية من الجريمة أن دور الإدارة يتمثل في الوقاية من الجريمة بشكل عام من خلال تصميم البيئة وتغييرها بالشكل الذي يسهم في تقليل فرص ارتكابها من قبل المجرمين، واتخاذ تدابير فعالة لحماية ضحايا الجريمة المحتملين من خلال التوعية والإرشاد بهدف تغيير سلوكهم وحثهم على أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم ضد الاعتداء، مما يسهم في إجراء تغييرات مجتمعية جذرية تسعى إلى الحيلولة، دون توفر الأسباب والظروف التي تقف وراء الجريمة من خلال مشاركة الأهالي والمؤسسات الاجتماعية المختلفة.آلية العمل المتبعة بالإدارة قال السيد علي أميني إن آلية العمل المتبعة في الإدارة تركز على اتجاهين، الأول يتمثل في الوقاية الاجتماعية التي تعتمد على الخطط والبرامج التي تطبقها السلطات والهيئات المختصة بهدف محاصرة العوامل المؤدية إلى الجريمة، فيما يتمثل الاتجاه الثاني من خلال الوقاية عبر اتخاذ التدابير والإجراءات التي تمنع المجرم من ارتكاب الجريمة وتقلل فرص حدوثها في المجتمع. وحول الزيارات الميدانية والمحاضرات التوعوية التي قام بها منتسبو الإدارة، أكد مدير الإدارة أنه تم تدريب وتأهيل 1400 حارس أمن تابعين لوزارة التربية والتعليم، حول أساسيات حماية الأرواح والمنشآت والتعامل مع الأطفال، منوهاً إلى أن الإدارة تعمل على تنفيذ بنود الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التعامل مع العمالة السائبة والسكن العشوائي، فيما تم إخضاع العديد من منتسبي الإدارة لعدد من الدورات التدريبية المتخصصة لرفع كفاءة العمل، ومنها مهام وإجراءات شرطة خدمة المجتمع، فن التعامل وإستراتيجية العمل الناجح، الإسعافات الأولية، دورة الشراكة المجتمعية مع الجهات الأمنية، دورة نظام الجودة، دورة إعداد مؤشرات القياس.التعاون والتنسيق مع المديريات الأمنية أوضح أن التعاون والتنسيق مع بقية المديريات الأمنية يعتبر عصب عمل إدارة الوقاية من الجريمة، حيث أن استلام كافة الإحصائيات والتقارير التي تبين نسب وأعداد الجرائم يعد من أهم المقومات المساهمة في تحليل الظواهر والسلوكيات السلبية الواجب مكافحتها والوقاية منها بكافة أشكالها، مضيفا أن هناك تعاوناً مستمراً يتمثل في تنفيذ البرامج والخطط من خلال أفراد شرطة خدمة المجتمع التابعين للمديريات. وأكد السيد علي أحمد أميني مدير إدارة الوقاية من الجريمة على أهمية التخطيط لوضع الأمور في نصابها التنظيميّ من خلال الخطط المدروسة، منوها إلى أن التخطيط السليم أساس نجاح الأفراد والمؤسسات على كافّة الصُعُد، فلا تتصفّ جهةٌ ما بالنجاح بدون وجود التخطيط والتنظيم. وأشار إلى أنّ التخطيط يكون بمُعاينة البدائل التي تُطرح أمام الإدارة بحيث يكون الاختيار الأنسب لخيارٍ مُعيّن دونَ آخر، وبناءً على ذلك فإن الإدارة وضمن خططها المستقبلية، تهدف إلى فتح قنوات تلقي البلاغات والشكاوى والتواصل الالكتروني مع المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى عمل الإحصائيات والتحاليل (المسوحات الميدانية) كمؤشرات لقياس الأداء بما يساهم في تسهيل عمل الإدارة، وإعداد برامج ودورات لمنتسبيها لإطلاعهم على كيفية التعامل مع الأطفال والناشئة، وتطبيق نظام الجودة.