كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي أن الله تبارك وتعالى شرّف المسلمين فسماهم مسلمين وهي الأمة الوحيدة من بين سائر الأمم التي تولى الله تعالى تسميتها، بينما باقي الأمم الأخرى اتخذت أسماء من تلقاء نفسها من معبوداتها وأوثانها وخرافات عقولها، مشيراً إلى أن المسلمين يملكون أعظم هوية وأجلّ عقيدة وأقوم سبيل وهي الهوية الإسلامية. وقال، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إن الهوية الإسلامية وعقيدة التوحيد عقيدة تهاوت عندها كل العقائد وتراجعت أمامها كل الهويات، دين هيمن على كل الأديان فاحتواها وأقصاها، وملة حنيفية انحسرت أمامها كل الملل والنحل. وقال إن أول من تشرف بهذه الهوية هم العرب الذي جعل لسانهم العربي هو لسان الإسلام وأرسل الله تعالى من العرب أشرف رسول ونبي، وكان كتاب الله تعالى الذكر الحكيم بلسان عربي مبين، مضيفاً إن هويتنا الإسلامية العربية، تستمد قوتها ورفعتها من الوحي من كتاب الله وسنة محمد رسول الله، وهي ظلالنا وسعادتنا وسفينة نجاتنا. ونوه الخطيب بأن السلف الصالح أدركوا منّة الله تعالى عليهم بها، فاعتنقوها وتعلقوا بحبلها المتين، ودافعوا عنها وجاهدوا أعداءهم بها، بذلوا الغالي والنفيس من أجل إبقائها بينهم، تنير لهم دروب حياتهم وفكرهم، أيقنوا أن بقاءهم مرتبط بهذه الراية المحمدية. السلف الصالح وأكد أن السلف الصالح كانوا حذرين من أن ينال أحدٌ من هويتهم، خافوا الله تعالى الذي هددهم لئن تخلوا عنها أو أهملوا فيها ما لهم من الله من ولي ولا نصير، عقلوا خبر الله تعالى الذي يحمل التهديد للناس لمن أعرض عن هذه الهوية. وأضاف: الهوية عند السلف الصالح كانت أغلى من خزائن الأرض ذهباً وفضة، رباهم إيمانهم بالله وبمحمد رسول الله أن الحائز على الهوية الإسلامية حائز على كل شيء، وأن فاقدها فاقد لكل شيء ولو كان يملك كل شيء. وأضاف إن هوية الإسلام رافعة غير خافضة معلية غير مهبطة حقيقية غير تقليدية دنيوية وأخروية ربانية لا بشرية. ولفت إلى أن الأمم والشعوب لتحترم الأمة التي تعتز بهويتها ومبادئها وتوقر الأمة التي تعتمد على نفسها وتجبر الآخرين على احترامها، وتعد الأمم للأمة التي تعلي من هويتها عدتها وتحسب حسابها. موت الأمم وقال إن الأمة لتموت بين الأمم وتذوب بين الناس ويذهب ريحها إذا تخلت عن هويتها وضعفت ثقتها برايتها، إن الأمم اليوم لتعتصم بهويتها وتؤكد عليها وتجبر من يخاطبها على النزول لمبادئها ومعتقداتها. وذكر أن أمة الإسلام أمة لا هوية لها بين الأمم وهي أمة الحق والرشاد، وذلك بسبب تخليها عن هويتها الإسلامية ولسانها العربي، تستحي أمة الهادي أن تقول إنها مسلمة ولا تمانع من حذف لسانها العربي في المحافل الدولية، مستبدلة إياه بما عجم وأرطن (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير). حامية للإسلام وأضاف خطيب الجمعة: أمة العرب حامية للإسلام وحملته للعالمين وعليها من الحمل ما ليس على غيرها من إخوانها المسلمين، شرفها الله فاصطفى منها محمداً صلى الله عليه وسلم، واصطفى لسانكم العربي لأشرف وحي أنزله، أنتم على رأس من قال الله لهم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) اهتدى بكم الناس وعرفوا بكم ربهم، أخرجتم الناس بإذن الله من ظلمات الوثنية والكفريات والشركيات إلى نور الإسلام التوحيد للواحد الديان، وكان الناس على شفا حفرة من النار بكفرهم فجاء الله بكم مبشرين ومنقذين للبشرية. ضرورة المراجعة وتساءل: لماذا أنتم أذلة صاغرون، وعلى عدوكم لا تنتصرون، لقد قال الله تعالى (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) فهلا راجعتم إيمانكم وإسلامكم لأن الله يقول (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) فهل أخذتم بالأسباب التي ينصركم الله بها، فلن يكون نصر إلا من الله تعالى. وقال إن الأمة كلها تحتاج إلى مراجعة مع الله تعالى، إن القرآن والسنة ومن بعدهما التاريخ يثبت أنه ما كان نصر للمسلمين إلا عندما يتصلون بربهم عز وجل حقيقة وصدقاً حتى نزلت بهم الهزيمة ورسول الله بين أظهرهم يوم خالف الرماة أمر رسول الله ونزلوا يجمعون الدنيا والغنائم وتركوا مراقبة العدو فانقضّ عليهم وأنزل بهم الهزيمة التي سجلها القرآن لتكون عبرة وعظة.