×
محافظة المنطقة الشرقية

البورصة السعودية تغلق على ارتفاع عند مستوى 9565 نقطة

صورة الخبر

إن العالم نما نمواً سريعاً، وكلنا ينظر إلى التسيد واقتناص الفرص، فأصبح العالم تحت نظر من يملك القوة، ولكون المملكة محط أنظار الجميع، والطامعون يتربصون، إذاً لابد من عقل حكيم وقرار سديد ودرع متين وصقر يرقُب من فوق الأعالي ليرى الناس بأحجامهم وأطماعهم ويرسم السلام للسلام ويبني القوة والالتحام، تلاحم الشعب والانصهار في بوتقة واحدة لتبقى المملكة العربية السعودية سيدة نفسها أرض السلام لمن يحب السلام وسيفاً يُسلَّط على رقاب الظالمين والطامعين، فصاحب العقل السديد والرأي الرشيد عاد إلى الشورى كعادته واطّلع معهم على خارطة المستقبل، فحدد تلك الخريطة كما يجب أن تكون لقادم الأيام، فكان التخطيط والرسم كما جاء في قرار وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب الرؤية الثاقبة، رجل الحنكة والدراية، الفارس الهُمام، صاحب الرأي السديد، ولتثبيت وتوطيد أركان هذه الدولة الفتية التي تتخذ القرآن الكريم والسنة المطهرة دستور ومنهج حياتها والحمد لله، وأمر الشورى لا نحيد عنه أبداً، وهو اختيار موفق يقطع الطريق ويقف في وجه المتربصين بما نحن قائمون عليه من لُحمة وطنية ونسيج قوي يربط بعضنا بعضاً، وليؤكد أننا أسرة واحدة، وأن أبناء هذه البلاد هُم السند بعد الله لاستقرار واستتباب الأمن في ربوع بلاد الحرمين الشريفين. لم يكن القرار الملكي الصادر بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد مفاجئاً مع احتفاظه بمنصبه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، لكن القرار بحد ذاته حكيم واستشراف للمستقبل الوضّاء إن شاء الله لدولة تسير بخـُطى وثــّابة وثابتة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، يؤكد كما أسلفنا متانة وتماسك الدولة السعودية، رغم الظروف الصحية التي يمر بها الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين -أدام الله عليه موفور الصحة والعافية، وأمد المولى عزّ وجل في عُمره المديد، وأن يبارك فيه إن شاء الله- وأن ما أصابه -رعاه الله- وما ألمّ به إن شاء الله أجر وطهور وعافية، وأن يجعل ما يقدمه لبلاده والمسلمين قاطبة والعالم في صحائف أعماله بإذن الله. استطاع الملك المفدى بثاقب بصيرته وحكمته أن يضع الأُسس المتينة والراسخة لهذا الكيان ويرسم ملامحه بالاعتماد على جيل جديد من البيت السعودي لقيادة سياسة هذه البلاد وترسيخ أركان الحُكم فيه، جاء القرار الملكي التاريخي بتأييد ومُباركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبموافقة الأغلبية من أعضاء هيئة البيعة، ليؤكد أننا ماضون بعون الله وتوفيقه لكل ما فيه خير ومصلحة هذا الوطن المعطاء، وأن دفة هذه البلاد في أيدٍ أمينة شُغلها الشاغِل أمن واستقرار هذا البلد الأمين، وأن هذا الفارس الهُمام عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- ملك مُبارك يتطلع دوماً إلى مستقبل هذه البلاد بالتشاور مع إخوانه ليفوت الفرصة على المتربصين والحاسدين. إن ما يتمتع به أبناء هذه البلاد وقيادتها من تلاحم وترابط وثيق لن يستطيع أي شخص من كان أن يخترق جدار هذا النسيج. خادم الحرمين الشريفين حريص على كل ما يعزز استمرار واستقرار المملكة ومسيرتها الميسرة والمتزنة بإجراءات شرعية ونظامية ودستورية مُنطلقة، حيث بدأت هذه البلاد وتأسست عليه في الاعتماد على الشرع القويم ثم مصلحة البلاد والأمة وبأسلوب سلس وروح الأُلفة يُجسّد الواقع الذي نعيشه أسرة واحدة مع قيادتنا الرشيدة، مما يزيد مؤسسة الحُكم وثوقاً وقوة وفاعلية ويرسخ أركان البلاد ويزيدها ثباتاً ورسوخاً، الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز اتخذ هذا القرار المصيري كما أشرنا بالتشاور مع هيئة البيعة ليكون إشارة قوية واضحة للداخل والخارج في هذه الظروف الدقيقة والأحداث التي تمر بها المنطقة والعالم، هذا يؤكد على ثبات الاستقرار السياسي والاجتماعي للدولة وتعريف أبناء هذه البلاد بصدق وشفافية على ما شرعت واستقر عليه رأي القيادة بشأن الترتيبات الجديدة لسلاسة انتقال الحُكم، وذلك ضماناً للمسيرة المُباركة واستقرار هذه البلاد، سمو الأمير مقرن كان هو الرجل الذي تم اختياره ليكون رمز العهد الجديد للدولة السعودية ومستقبل هذه البلاد إن شاء الله، سموه -رعاه الله- يحمل دراسات عُليا في التعليم، درس علوم الطيران العسكري وتخرج برتبة ضابط في القوات الجوية، ثاقب النظر فطن، حكيم مولع بالثقافة وبالتقنية المتطورة، سعى إلى ذلك إبان تقلده إمارة المدينة المنورة في استخدام هذه التقنية في إنهاء إجراءات المواطنين والمراجعين دون الاعتماد على الوسائل التقليدية في كل أعمال إمارة طيبة الطيبة. رجل استخبارات من الطراز الأول، ولهُ بُعد نظر في هذا العِلم الواسع أخذ منه في البحث في كثير من المسائل ومعالجة القضايا، وكونه طياراً حربياً انعكس ذلك على مسيرة حياته في الإقدام وعدم التراجع والرؤية الثاقبة في مناقشة الأمور بكل عقلانية وتؤدة، مقرن بن عبدالعزيز رجل بسيط، يركض خلف كل ما هو جديد، والبحث عن الحقيقة، مُحب للعلماء والأدباء والإعلام وأصحاب الفِكر والاقتصاد، مما دفعه إلى الحِرص على التواصل مع أهل العِلم والثقافة، سموه -حفظه الله- قارئ جيد وباحث مولع بالعلوم وأسرار الكون، لحرص سموه على الأمن الفِكري وأمن المعلومات رعى كرسياً علمياً يحمل اسمه للاهتمام بدراسات أمن المعلومات والأمن الفِكري، أنشأ هذا الكرسي ليكون مصدراً لتوعية المواطنين في ظل عالمنا المتسارع، وهذه الطفرة المعلوماتية والثقافية لما لهذه من انعكاسات ونفوذ قوي في حاضرنا ومستقبلنا. جاء في القرار الملكي الحكيم تعيينه ولياً لولي العهد وتعيينه ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي ولي العهد والملك، جاء ليتصدى لكل المتربصين بهذه البلاد من مؤامرات ومخططات، وللتأكيد على أن القرار سيادي وحكيم ولم يكن بضغوط خارجية. أضرع إلى العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله ورعاهم- لكل ما فيه الخير للبلاد والعباد، وأن يُديم المولى سُبحانه وتعالى على بلادنا الأمن والأمان والرخاء، وأن يحفظها من كل طامِع وحاقد، وأن يوفق قيادتنا الحكيمة لِما يحبه ويرضاه إنه سميع مُجيب.