على وقع تكثيف الولايات المتحدة غاراتها الجوية على معاقله في اليمن بوتيرة تضاعفت منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، اتهم تنظيم القاعدة واشنطن بالتنسيق مع الحوثيين وطلب الدعم لصد هجومهم على وسط اليمن. طلب الجناح اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المساعدة، أمس الأول، لصد هجوم لجماعة الحوثي المسلحة وسط البلاد، واتهم الولايات المتحدة بتنسيق هجمات مع الجماعة المتحالفة مع إيران، وفقاً لبيان نشره التنظيم على الإنترنت. ويقول سكان، إن رجال قبائل في جماعة أنصار الشريعة، وهي جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن وسلفيون، هم القوة الأساسية التي تصد الحوثيين في قيفة في محافظة البيضاء، التي ليس لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً أي سيطرة تذكر فيها. وأشارت أنصار الشريعة في البيان على موقع "تليغرام" إلى ضربات جوية متكررة من الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية. وقال بيان الجماعة، "إن النصارى الأميركان قد تفرغوا بطائراتهم الحربية والتجسسية لضرب أبناء وقبائل أهل السنة في هذه الجبهة. فقد قام الأميركان بعشرات الغارات ليلاً طيلة الأيام الماضية على المرابطين في هذه الجبهة في تنسيق واضح بين الأميركان والحوثيين". وأضاف: "فالبدار البدار (سارعوا) في تعزيز هذه الجبهة قبل أن تسقط". غارات البيضاء في غضون ذلك، أقر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل، أمس الأول، بأن عملية موضع جدل نفذتها وحدة من القوات الخاصة ضد تنظيم القاعدة في اليمن في 29 يناير تسببت بمقتل "4 إلى 12" مدنياً. وقال فوتيل، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن القوات الأميركية "تقبل بتحمل المسؤولية" في مقتل "4 إلى 12" مدنياً في العملية. لكن القائد العسكري أكد في المقابل، أن العملية ضد الجهاديين أتاحت الحصول على "معلومات مفيدة". وأضاف أن التحقيق الذي فتح بعد العملية لم يكشف عن أي "قصور" أو "قرارات سيئة" أو "خطأ في التقدير" من جانب العسكريين. وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية "نيفي سيلز" نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعاً فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكانت أول عملية يأذن بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أيام على توليه الرئاسة. غير أنها لم تجر طبقاً للخطة، فتسببت العملية بمقتل مدنيين من سكان البلدة بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات أو مروحيات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة. وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين اوينز (36 عاماً) وجرح ثلاثة جنود أميركيين آخرين في اشتباكات عنيفة. كما خسرت القوات الأميركية طائرة مروحية من طراز "في 22 أوسبري" إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضاً. جبهة صنعاء ومع اشتداد وتيرة المواجهات شرق صنعاء، استحدثت ميليشيا الحوثي وصالح، العشرات من نقاط التفتيش الجديدة، في مديريتي أرحب، وبني حشيش، لاحتجاز عناصرها الفارين من المواجهات، في جبهة نهم، وارجاعهم ثانية إلى خط المواجهات. ونقل موقع "يمن برس" عن مصادر مطلعة، أن الميليشيات سارعت باستحداث تلك النقاط، تحسباً لهروب جماعي، من قبل مقاتليهم، الذين يعانون إنهاكاً واقعياً في مواقعهم، ومن المتوقع أن يقوموا بالهروب في أي لحظة، تحت ضربات الجيش، مسنودا بالتحالف. موجات نزوح وفي جنيف، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، أن استمرار الأعمال العدائية المكثفة في غرب ووسط اليمن، أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم. وكشفت المفوضية، أن عدد النازحين الجدد، الذين تم رصدهم في الأسابيع الستة الماضية تخطى 62 ألف شخص نزح أكثر من 48 ألفاً منهم إلى الساحل الغربي لليمن. وأوضحت أن معظم النازحين تمكنوا من العثور على مأوى في المدارس والمرافق الصحية بينما يقيم البعض الآخر في مبان غير مكتملة وفي العراء. ولفتت إلى أن الأطفال يعانون سوء التغذية، فيما يحتاج أغلب النازحين إلى مساعدات عاجلة على رأسها وسائل وقائية من الأمراض المعدية لاسيما الجلدية منها بسبب الظروف غير الصحية المحيطة بهم. مشاورات السلام سياسياً، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بعد لقائه مساء أمس الأول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جهوده لمواصلة مشاورات السلام. من جانبه، قال عبدالعزيز العويشق الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي، إن اللقاء مع المبعوث الأممي بحث التوصل لوقف إطلاق النار في اليمن، وسبل التوصل إلى اتفاق أمني وسياسي وفقا للقرار 2216، مؤكدا دعم مجلس التعاون للشرعية اليمنية. وفي لندن، كشف تقرير للبرلمان البريطاني، شاركت في إنجازه منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية، حجم إيران في رعاية الإرهاب وتصدير السلاح والمقاتلين لزعزعة أمن واستقرار عدة دول في الشرق الأوسط وبشكل خاص في اليمن. وتناول التقرير الدور المحوري التخريبي للحرس الثوري بنشر الإرهاب في اليمن عبر دعم ميليشيات الحوثي مالياً وعسكرياً وتهريب الأموال والأسلحة وإرسال المدربين، مشيراً إلى أن جزء كبير من الموارد المالية والاقتصادية لإيران مخصص للخارج بتفويض من المرشد الأعلى علي خامنئي تحت بند دعم الدستور، الذي يدعو إلى تصدير "الثورة الإيرانية" خارج الحدود وتشكيل ميليشيات محلية وتدريبها لتفرض هيمنتها على البلدان، منهم الحوثيون في اليمن.