×
محافظة المنطقة الشرقية

مدير عام إذاعة جدة يوجه خطاب شكر لفريق العمل المكلف بتغطية كأس ولي العهد

صورة الخبر

لا شك في أن مسيرة الديموقراطية تعثرت حيناً وانحرفت عن أهدافها حيناً آخر، ومصادر التعثر والانحراف سببها قوانين وممارسات غيرت في المسار كقانون الانتخاب وغيرها قيد الدراسة حالياً من بعض الإخوة النواب الحريصين على تصويب العمل نحو الأفضل والمحافظة على مكتسبات ديموقراطية تاريخية جاءت نتيجة نضال سياسي، وليس ترفاً أو بريقاً يعيشه البعض من تكسب من بوابة السياسة والإعلام. تعثر الديموقراطية لا يعني بأي حال من الأحوال أن نتحول من حالة التصويب والعلاج إلى الثرثرة وتوجيه النقد واختلاق العيوب برغم إن كانت ثمة عيوب فهي بعيون البعض من المعادين للديموقراطية وربما المتضررين أيضاً منها، لأنهم يسيرون وراء غايات لخدمة مصالحهم ومصالح الغير حتى يزدادوا تنفعاً وثراء! النقد هو الإثراء البناء والمساعي نحو انتشال الديموقراطية من التعثر والانحراف، أما ما يصدر من الساعين إلى الاصطياد في المياه العكرة ليس نقداً، وإنما تنفيذ أجندات خاصة، فهؤلاء هم الطارئون على الساحة السياسية، وهم أيضا وراء تفشي مظاهر الفساد السياسي وشراء الذمم، فشتان بين من ينتقد لترسيخ الفهم ومن يتستر خلف بعض المفردات بقصد إثارة الكفر بالديموقراطية أو بث سموم التذمر بين الشعب الكويتي. بالطبع، إن الديموقراطية حين تحتضن شخصيات لها باع وتاريخ في الديموقراطية، حتى من جيل بعض الشباب الذين يرغبون في البناء والمحافظة على المكتسبات الديموقراطية، تتطور آليات الرقابة والتشريع نحو الأفضل، ومثل هذا التطوير يضر بمصالح من يعيش أو يعتاش على العمل بالظلام أو تشويه تاريخ ومستقبل الديموقراطية في الكتابة أو الحديث غير الموضوعي أو بالأحرى العبثي! الديموقراطية الكويتية لا تمتلك ربما صوتاً، لكن لديها شعباً وجماهير قادرون على التصدي للعابثين بلغات رخيصة، ومعروف من هم الفاسدون والطارئون على الساحتين السياسية والإعلامية، فالمال السياسي ربما دفع بعودة «السيف والمنسف»، للأسف الشديد، حتى يعزلوا شرفاء هذا البلد خارج حلبة الصراع السياسي الشريف الذي يقوم على أسس ومبادئ قانونية ودستورية. بعض الأثرياء أو من هم بالأحرى طارئون في ثرائهم ولم يكونوا ثرواتهم من عرق جبينهم وليسوا كالآخرين من أهل الكويت الذين لهم تاريخ مشهود ومعروف سياسياً واقتصادياً، لهم فضل علينا كما قال جبران خليل جبران «فضل بعض الأثرياء، أنهم يعلمونا احتقار الثراء»! هناك أمثلة وحكم كثيرة عن الثرثار والمأجور، لكن قيم الكتابة البناءة التي سرنا عليها تمنعنا من الانزلاق نحو الأسفل ومستنقعات الأقلام المأجورة. الديموقراطية الكويتية تسع الجميع وكل الآراء حتى المعادين للديموقراطية أو مستغليها، لكن الديموقراطية الدستورية الكويتية ستظل حصناً منيعاً أمام من تسول له نفسه تشويهها أو قيادة الشارع تحت مسميات مختلفة، وحتى لو يكون عندهم وهمٌ بامتلاك امبراطورية إعلامية! الاحترام لا يُشترى كما هو معروف وإنما يكتسب، والمال ممكن أن يشتري البعض ولكن ليس الكل! نصيحة لمن يعيش وهم الثأر من الديموقراطية ومؤسسيها ويخلق بطولة له أو لمن يقف وراءه تحت تحركات مكشوفة أن يعلموا أنه ليس هناك سر في الكويت، خصوصاً من يحاول أن يصور نفسه أنه من صناع المشاهير! الثرثرة والتشهير ليسا شهامة، فالكويت صغيرة والتاريخ لا يرحم وكذلك شعب الكويت الشرفاء.خالد أحمد الطراح