×
محافظة المنطقة الشرقية

منع استحواذ الدولة على أكثر من 30 % من أسهم الشركات

صورة الخبر

أنطلقُ لعدة منعطفات ومشاهدات مباشرة تستحق الوقوف عليها هيبةً وجمالاً لأحد أهم المدن الصناعية العالمية، والمُحفزة لحراك المدن الحالمة المتوثبة، بدءاً من تفنيدها لمقولة أرسطو: "لا يجب الخلط بين المدينة العظيمة والمدينة العامرة بالسكان". ومن جماليات مدينة "الجبيل الصناعية" وهيئتها الملكية، آثرت أن يكون مقالي توصيفاً في نقاط؛ انبهار بمنجز وطني لم يظهر بما يليق، ودهشةً باستراتيجياتٍ وخططٍ لم تزل منذ اثنين وأربعين عاماً، تحلق فيه بتنظيمٍ عملاّقٍ مُحكم، وعلاقةٍ يحفها المواطنة والإنجاز والمسؤولية معاً. مدينة الجبيل الصناعية باختصار أنموذج يحكي قصة تخطيط مقرون بعزيمة "سعوديّة" من أجل تحقيق نهضة صناعيّة عالميّة، ومدنيّة شاملة، نشهدها اليوم وشماً على خارطة وطن. راهن عليها الملك فهد -يرحمه الله- كأول رئيس لمجلس لإدارة الهيئة، بأهدافٍ بدأ بها ومن بعده، وهانحن نراها متحققة في نموها المدنيّ وبنيتها التحتية المثالية والرفيعة المستوى، ومرتبة متقدمة في المدن الصناعية العالمية، وتطور اقتصادي مضطرد، وتشجيع استثمار عالمي مع انتقاء أمثل لمستثمريها وخيارات أفضل لهم، مع رسالة يحفها تخطيط سليم تكاملي مع العملاء والمستثمرين والموظفين و"الإنسان" قبلهم. ليكون أول ما يدهشك في مفاصل وأركان وزوايا الهيئة الملكية الصناعية بالجبيل، خليط الكوادر السعودية "الاستثنائي" والمركّب من جميع مناطق ومدن وقرى وطني، مع حضور أنيق كثيفٍ "للشباب" بدءاً من رئيسها الشاب المتوثب للمستقبل والواثق من أدائه، وكفاءة زملائه "لا موظفيه"، وإنتاجية مدينته ومواردها، وفيصله وأساسه "فقط" هو الكفاءة والعدل والمساواة لا "سواها". وكما قال ابن خلدون "السياسة المدنية هي تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه"، فكانت البنية التحتية مهيئة بإتقان فصرف عليها فقط 67 مليار في 42 عاماً، مزودة بأحدث المدارس والمستشفيات والمنازل والمباني الخضراء.. فنمى المكان وأُسر الإنسان، فأصبح ولاؤه وانتماؤه واتجاهاته واستعداداته نحو هذه المدينة الراقية. فلنا أن نتخيل أن يتعلم أبناؤنا في "الجبيل الصناعية" من مرحلة الروضة (KG1) حتى الثانوية العامة، ثم ينتقل إلى المركز التدريبي، أو كلية الجبيل الصناعية، أو الكلية الجامعية ثم يجد وبمخرجاته "المؤهلة" مكاناً للعمل في الجبيل الصناعية مباشرة، وهنا فقط، يدور خط الزمن والحياة حينها؛ لتُملِّكهُ "الهيئة الصناعية" منزل "العمر" كما مَلّكَت منزل والده والذي ولد وترعرع فيه من قبل، إنه قانون "الجذب" العادل يا سادة!