الشارقة: مها عادل إطلالته الواثقة و صوته المميز فتحا له أبواب النجاح في أولى خطوات الشهرة في الإعلام. إنّه مقدم ومساعد لرئيس تحرير الأخبار بمؤسسة الشارقة للإعلام وتلفزيون الشارقة، المذيع الإماراتي سعيد بوغازيين، الذي بدأ مشواره المهني كمحرّر أخبار، لينتقل من خلف الكاميرا إلى أمامها مراسلاً ميدانياً ينقل التقارير من داخل الدولة وخارجها، قبل أن يصير مذيعاً معروفاً، ويخوض تجارب كثيرة يتحدث عنها في الحوار التالي. } لماذا اخترت العمل بالإعلام؟ كثيراً ما كنت أحب القراءة وإجراء البحوث في مواضيع مختلفة، خصوصاً في المجال الطبي.. لذا وجدت أنه لدي رغبة في الكتابة ومشاركة الآخرين بالمعلومات العامة، وأن عملي في الإعلام سيكون مناسباً في حال دخلت مجال إعداد البرامج. } كيف كانت البداية، و ما هي أهم المحطات المهنية؟ - بعد أن قدمت مستنداتي لدائرة الموارد البشرية بفترة وجيزة، تم استدعائي من مؤسسة الشارقة للإعلام لإجراء المقابلة لوظيفة باحث (مساعد معدّ) عام 2010، وأثناء المقابلة التي أجرتها الأستاذة ابتسام الشايب، وجدَتْ أنني أتمتع بصوت مميز، ومظهر لائق للشاشة، وعليه قامت باختباري مباشرة في قراءة النصوص وتقديم الأخبار أمام الكاميرا. وبفضل فترة التدريب في مركز الأخبار، و تشجيع الأستاذة سناء بطي مديرة المركز، عملت في قسم الأخبار لا البرامج، وتم تعييني بوظيفة «محرّر»، في قسم الأخبار المحلية.. وساعدني بذلك أيضاً اهتمامي باللغة العربية. بعد عدة أشهر، بدأت التدرب كمراسل ميداني. في 2011 قدمت الأخبار الرياضية، وفي أواخر 2012 بدأت تقديم «أخبار الدار» وليس فقط كمحرر لها، وفي 2014 تم تغيير مسماي ل«منتج أخبار»، أي مساعد لرئيس التحرير، خصوصاً في الأمور الفنية.. بالإضافة لتقديمي للنشرات المحلية. } حدثنا عن طفولتك ونشأتك، وكيف أثّرت في تكوين شخصيتك؟ - والدي غرس فينا العديد من القيم منذ طفولتنا، وعلمنا قراءة القرآن الكريم، وحثّنا على حفظ ما تيسر منه.. وأعانته والدتي على ذلك بأن علمتنا المحافظة على الصلوات، واحترام الآخرين، وحفظ اللسان، والأخلاق.. وفي دراستي كنت متفوقاً، أعتمد على نفسي في المذاكرة، وأنافس على المراتب الأولى.. كما أنني كنت أحب قراءة الكتب.. لكنني لم أكن اجتماعياً بشكل كبير، وكان لدي عدد لا بأس به من الأصدقاء. } لماذا اخترت دراسة مجال نظم المعلومات، و كيف أفادتك في الإعلام؟ - كنت أحب استخدام الكمبيوتر، وأحاول فهمه والتعمق في محتوياته، بل أفكّك بعض الأجهزة الإلكترونية، لأفهم آلية عملها. وخططت منذ الصغر لأن أعتمد على نفسي في مجال الأعمال الحرة؛ لذا وجدت أن «نظم المعلومات الإدارية» هو الأنسب. دراستي ساعدتني في التعامل مع البرامج التي نستخدمها في قسم الأخبار، ومعالجة المشكلات الفنية في أجهزة القسم، دون الحاجة لاستدعاء المهندسين. } ما أهم المواصفات التي يجب أن تتوفر في المذيع؟ - المهم ألاّ يسعى المذيع للنجومية، بل للنجاح.. فإن نجح أتت إليه النجومية. كم من مذيع سعى للنجومية فقط، ونسي العديد من الأمور الأخرى، فكان محط انتقاد الجميع، كما أن الغرور مقبرة المذيع، عليه أن يكون متواضعاً، مثقفاً، ملمّاً بالمواضيع التي يقدمها، مجيداً للّغة، متعاوناً مع فريق العمل، واجتماعياً خصوصاً خارج العمل، وعند لقائه بالجمهور. } هل الشهرة نعمة أم نقمة؟ ولماذا؟ - الشهرة سلاح ذو حدّين.. نعمتها ربما تتجلى في تكوين قاعدة جماهيرية للقناة بفضل المذيع المشهور، كما يمكن أن تسهم في الترويج لفعالية ما، من خلال استضافة هذا المذيع، وقد تسهم في تحقيق بعض المصالح الشخصية من خلال عمل الإعلانات وما شابه ذلك.. لكن الشهرة المبالغ فيها تسهم في تدخّل الناس في خصوصيات المشهور، ومضايقته أثناء وجوده في الأماكن العامة. } من أهم مواصفات مذيع الهواء سرعة البديهة و حسن التصرف، هل تعرضت لمواقف صعبة أو محرجة على الهواء؟ - نحن نقرأ الأخبار من جهاز يوضع أمام الكاميرا، قد يتعطل أحياناً، هنا تظهر سرعة البديهة بإكمال الخبر من الأوراق أمامنا، من دون ارتباك، ومن دون أن يلاحظ المشاهد. أيضاً قد يقوم رئيس التحرير بإضافة خبر جديد على الهواء، فلا يعني ذلك أن يكون عذراً لقراءة الخبر بصعوبة والارتباك، وأثناء تلقي المكالمات الهاتفية، أو وجود ضيوف في الاستوديو، لابد من متابعة الحوار، فقد يجيب الضيف على أحد الأسئلة المدرجة، في سياق جواب مستفيض.. فيجب الانتباه هنا حتى لا نكرر عليه السؤال. وأذكر أن أحد الضيوف كان معي عبر الهاتف، وقبل إنهاء المكالمة، كلمني المخرج عبر السماعة التي في أذني، وأشار بأننا بعد هذه المكالمة سننهي النشرة.. ومن دون وعي مني قلت بصوت عالٍ «أوكي»، هو موقف طريف، ولكن لابد من التركيز، لأن المذيع يقرأ النشرة، ويسمع الأصوات المصاحبة للأفلام، كما أنه يتلقى تعليمات المخرج أو رئيس التحرير. وفي إحدى النشرات، وبعد انتهاء مذيعة التواصل الاجتماعي من فقرتها، قالت «والآن عودة للزميلة.. عفواً للزميل سعيد» ثم ضحِكَتْ بصوت مسموع، فما كان مني إلا أن تصنعت الجديّة، وأكملت قراءة الأخبار بصوت عميق واستطعت المتابعة دون ضحك، وإلا فإنني سأحول النشرة لنكتة! } ببداية حياتك المهنية عملت كمراسل، فكيف تقيّم هذه التجربة؟ - جميع التقارير التي خرجت لأجلها، ساهمت في تطوير أدائي، وزادت من ثقتي بنفسي خصوصاً في البداية، كما أنها زادت من علاقاتي الاجتماعية، والالتقاء بالعديد من الشخصيات المهمة. وبين الفترة والأخرى يتم تكليفي بالعمل مراسلاً خارج الدولة، وهو ما يسهم في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية. } ما رأيك بانتشار برامج التوك شو والبرامج الحوارية وانحسار تلك التفاعلية التي تناقش قضايا الناس وتستطلع آراءهم خارج الاستوديوهات؟ - لكل برنامج جمهوره، والبرامج الحوارية بنّاءة، وهي أفضل من التوك شو، ولكن بالطبع الأفضل منها، تلك التي تلامس قضايا المجتمع، بل وتسهم في حلّها. أما عن أسباب انتشارها، فأعتقد أن أغلب القنوات تتجه نحو إمتاع الجمهور فقط، وهو ما نخالفه في مؤسسة الشارقة للإعلام.. فالبرامج الهادفة هي أغلب ما تعرضه القناة. } ماهي هواياتك وهل تجد وقتاً لممارستها؟ - طبيعة عملي لا تؤثر في اهتماماتي فقط، بل في العلاقات الاجتماعية.. فأحياناً يصعب علينا حضور تجمع عائلي، أو تجمع للأصدقاء، وكذلك حفل زفاف، أو حتى للعزاء.. ولكن بالنسبة لي، أسعى لأن أوفق بين عملي، وعلاقاتي، واهتماماتي الشخصية.. فأخصص وقتاً للرياضة، ولو بالمشي نصف ساعة، وأستمتع بقراءة كتاب، خصوصاً مع احتساء القهوة، كما أنني أقدس الجلوس مع العائلة، خصوصاً مع والدتي.