نخبئ الكثير خلف كواليس الأفعال، فتارة نفعل من اجل الآخرين وتارة من اجل انفسنا، ربما عن قناعة وربما لا، إلا أنه عندما تبدأ مشاعرنا بالتحدث فنضطر إلى سماع صوتها الذي يبدو نشازا! فنحاول البحث، نعم نحاول البحث كي نحقق التناغم لمشاعرنا لتستطيع ان تطرب قلوبنا مرة اخرى، ومن ثم نفتح خزانة الذكريات ونبدأ بالتأمل والانصات، إلا ان اصداء فراغها تشوشنا مجددا حيث لا شيء لا شيء!للأسف ذلك هو شعورنا بالاحتياج والذي نخلقه بأيدينا! عندما ننتظر مقابلا من كل فعل نقوم به، عندما نشعر بالفراغ جراء عدم حصولنا على ردة فعل، عندما نقفل ابواب العطاء ونقيدها بالانتظار،هذا ما سيحدث لنا، سنسافر من الإحسان إلى المن وسنهاجر من الفضل والكرم إلى اللؤم، لأنه وبشكل صريح ما قمنا به ليس نابعا من نية خالصة.لذلك سننتظر وننتظر وننتظر حيث لا شيء مجددا! فقد سكبت البركة وسكب الخير وسنبقى نحرك تفكيرنا نحو كوب الجمائل الفارغ، ونحرك ونركز ونتوه في دوامة الأخذ، حيث نفقد العطاء ويصبح البخل بالكلمات والافعال طبعا من طباعنا. هناك الكثير من الامور التي يجب ان لا نقف عندها، وان في بعض الاحيان سنقوم بأفعال ليس لها ردود، وعلينا ان نعود انفسنا ان لا ننتظر شيئا من احد، فلربما سنبقى منتظرين طوال العمر، وأن فعل الخير بدون مقابل لن يرمى، بل يكفي انه اصبح طبعا متأصلا فينا.