×
محافظة الرياض

كلمات فذلكة في الوضع الثقافي السعودي البائس 1-2!

صورة الخبر

كشفُ خلية إرهابية هو أمر محتمل وسط فوضى ما يجري في الوطن العربي من حالات اضطراب استغلتها قوى، كلّ تدير حركة لولبها بما يحقق أهدافها، سواء أكانت عدوانية، أم مغلفة بروح دينية تستغل عواطف الآخرين، غير أن التميز الذي صاحب كشف العملية كان دخول الحرب الالكترونية ساحة العمليات باستغلال عمليات التواصل الاجتماعي للتستر، وتمرير شفرة سرية تسهل مهماتهم.. الجانب الآخر هو دخول المرأة كعنصر في حلقة التستر، واستغلالها كأهون الحلقات في تجييش عواطفها نحو أهداف إرهابية قاتلة، ولما أن كل إرهابي يدعي إسلاماً خاصاً به وبتنظيمه فإن ما يجري على ساحة نيجيريا مثلاً من قبل «بوكوحرام» بخطف مئتي فتاة وبيعهن جواري في سوق النخاسة صورة لفوضى الإرهاب الجديد وتشويه لإسلام تخلى عن انتمائه من بدايات دعوته.. تاريخ المرأة في الإسلام والنضال الحديث عربياً لم يأتِ خارج سياق الحق الشرعي في الكفاح من أجل العقيدة والوطن بسلوك مختلف، وقد عرفنا كيف قادت المرأة في الجزائر وفلسطين سلوك التضحية بالذات من أجل عمل وطني لا يخالفها على عملها أي إنسان يريد الانتصار للحرية الوطنية، ودفع الظلم أياً كان مصدره، لكن المرأة في حلقات المنظمات الإرهابية هي قاتلة لمسلم مخالف لمعتقدها وفكرها، وهذا الفارق بين الاتجاهين أن للمرأة وظيفة إنسانية تختلف تماماً عن الإرهاب أو تجنيد أطفالها من أجل فكر جعلها ضحية نفسها، ومن روج لها أن الأم فيها صانعة جريمة.. الخلايا الجديدة استهدفت نفس ما طرحه أسلافها من تدمير وقتل لشخصيات تتقاسم معها العداوة، أو عناصر أجنبية ذهبت لحربها عالمياً، إذ المبادئ ذاتها تتكرر مع المتغير الزمني والأشخاص، ويبقى تطور العمليات بالتجنيد، والحصول على معونات وجبايات من عناصر تساندها هما اللذين غيّرا من الأسلوب بالتعاطي مع الحالة الراهنة، وخاصة استخدام آلية التقنيات والاعتقاد أنها ملاذ آمن من الرصد والكشف.. البيئة العربية الراهنة، وضعف الدولة في دول الربيع، وتآخي قوى إقليمية مثل إيران، وتحالفات مع دول مثل العراق وسورية، وتحول ليبيا إلى مصدر سلاح وبيئة حضانة، كل هذا ساعد على عودة جديدة لنمو خلايا الإرهاب في المنطقة كلها بما فيها المملكة، والخلاف أن قبضة الدول تراخت لصالح منظمات الإرهاب، وخاصة في دول مجاورة مثل اليمن تحتاج إلى مساعدات عربية وعالمية لإخراجها من واقعها الجديد.. الشيء المهم أنه بالرغم من بدايات العمل الإرهابي في المملكة وتصاعده، ثم تقهقره بفعل القبضة الأمنية التي طورت أساليبها العملية والتقنية، واستقطاب من يحاكون أساليب الإرهاب بمواجهات فاعلة، لم يؤثر في الأمن الداخلي، سواء ثقة المواطن بمنظومة أجهزته الأمنية، أو حالات الاستقرار ومقاومة سلوك الإرهابيين بعقلية المواطنة الرافضة لمبدأ الجريمة واعتناقها حتى لو كان المضمون إسلامياً مغرياً لبلدٍ الإسلام فيه الأصل والحقيقة.. ونفس الأمر مع العالم الخارجي فلم تنقطع تدفقات العمليات التجارية والاقتصادية أو تصبح أجواء المملكة طاردة لملايين الباحثين عن عمل، أو حجاج ومعتمرين، أو أصحاب الاستثمارات الخارجية ذات الحساسية الخاصة في حالات الأمن، والمعيار هنا يقاس بالواقع الذي وضع المملكة على لائحة المستهدفين من الإرهابيين ولكن القبضة على مفاصل تلك القوى، أعطت الدولة وأجهزتها قيمة المباغتة واستباق الأحداث بضربها في مواقعها السرية، ما فوت عليها النجاح، أو ما نسميه الانتصار العملي..