اللواء بلال لـ«المجلة»: الوضع في ليبيا يشكل خطراً على الأمن القومي المصرياللواء أركان حرب محمد علي بلال القاهرة: عصام فضل قال اللواء أركان حرب، محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية المعروفة باسم «عاصفة الصحراء»، إن الوضع في ليبيا يشكل خطراً على الأمن القومي المصري، وأضاف في تصريحات لـ«المجلة» أن الدول الكبرى لو أرادت إنهاء الأزمة الليبية لفعلت. وشدد على أن التوترات العسكرية والأمنية في ليبيا تؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي المصري، باعتبار ليبيا من دول الجوار المباشر، وتقع داخل ما يسمى عسكرياً «الحزام الأمني المباشر»، موضحاً أن أي توترات عسكرية أو أمنية في دول الجوار المصري، تؤثر أيضاً على الأمن القومي المصري. وقال إن «مصر تتخذ إجراءات سياسية وعسكرية فيما يخص الوضع في ليبيا، لكن بحذر شديد، وبالتنسيق مع الأطراف الدولية التي بدأت تتدخل عسكرياً في الأزمة الليبية». وأضاف: «كل دولة من الدول الكبرى تتدخل في ليبيا لحماية مصالحها، لذلك من حق مصر أيضاً أن تدافع عن مصالحها وأمنها القومي، وهو أمر يتطلب التنسيق مع الدول الكبرى حتى لا يحدث صدام، فالوضع، في هذا السياق، شبيه بالوضع في سوريا، حيث تضطر الدول الكبرى والإقليمية إلى التنسيق السياسي والعسكري لتجنب أي صدام، خصوصاً في التحركات العسكرية على الأرض». وحول رؤيته لمستقبل الأزمة الليبية والوضع على الأرض عسكرياً، قال اللواء بلال: «للأسف القراءة العسكرية تقول إن الصراع في ليبيا سيطول كثيراً، وربما سيكون صورة مصغرة من الأزمة السورية، فكل دولة تتدخل عسكرياً وسياسياً للدفاع عن مصالحها، ومع تضارب المصالح يطول أمد الحرب». وتابع: «لو أرادت الدول الكبرى إنهاء الموقف في ليبيا لفعلت ذلك في وقت قصير». وفيما يتعلق بتأثير التوترات الأمنية والعسكرية في ليبيا على الوضع في سيناء والحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، قال بلال الذي شغل في السابق موقع نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية: «الجيش المصري يقوم بدوره في تأمين حدود البلاد، وخصوصاً حدودنا الغربية مع ليبيا، وكما قلت أي توترات في دول الجوار تؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي المصري، لكن علينا أن نعي أن الوضع في سيناء مختلف عنه في ليبيا، فالأخيرة أصبحت مشكلة دولية بها كثير من اللاعبين عسكرياً وسياسياً، لكن سيناء مشكلة داخلية مصرية، صحيح أنه قد يتدخل، من الخارج، بشكل غير مباشر بالسلاح والسياسة، لكن يبقى أن الجيش المصري قادر على التصدي للإرهاب تماماً». وحول الضوابط التي تحكم اتخاذ قرار سياسي بتحرك الجيش المصري خارج حدوده، قال بلال: «مصر لم ولن تتدخل عسكرياً في أي دولة أخرى، وهذه سياسة مصرية ثابتة وراسخة في التاريخ، ويتحرك الجيش المصري خارج حدوده في حالات محددة جداً، منها إذا تم استدعاؤه من دولة شقيقة، باعتباره أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط، وبصفته الدولة الأم أو الشقيقة الكبرى للدول العربية، وكان ذلك واضحاً عندما وجهت مصر ضربات جوية على تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا… كان ذلك بناء على طلب الأشقاء الليبيين».