عواصم (وكالات) عرضت الصين، الحليفة الرئيسة لكوريا الشمالية، أمس، تسوية لتجنب وقوع «صدام» بين الكوريتين، مقترحة أن يعلق الشمال برنامجه النووي مقابل وقف المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها الولايات المتحدة مع حليفتها كوريا الجنوبية، على أن تبذل المساعي لإطلاق محادثات بين الأطراف المعنية. وأطلقت كوريا الشمالية 4 صواريخ باليستية الاثنين الماضي، رداً على التدريبات العسكرية المشتركة في الشطر الجنوبي، والتي اعتبرتها بيونج يانج «إعداداً للحرب». وأعلنت أن عملية إطلاق الصواريخ هي تدريب على استهداف قواعد أميركية في اليابان. وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي: إن التجارب التي تجريها كوريا الشمالية والتدريبات المشتركة في كوريا الجنوبية تتسبب في زيادة التوتر إلى درجة تشبه «اقتراب قطارين مسرعين من بعضهما». وأضاف وانج في مؤتمره الصحفي السنوي، على هامش اجتماع البرلمان الصيني: «الصين وبهدف نزع فتيل الأزمة الوشيكة في شبه الجزيرة الكورية، تقترح أن تعلق كوريا الشمالية أولاً برنامجيها النووي والباليستي مقابل وقف المناورات العسكرية واسعة النطاق للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية» التي بدأت الأسبوع الماضي. وقال: إن هذا «التعليق المزدوج» من شأنه أن يسمح لكل الأطراف بالعودة إلى مائدة المفاوضات. ورداً على إطلاق الصواريخ، أعلن الجيش الأميركي أمس الأول، البدء بنشر منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية، مؤكداً أنه لن يتراجع عن حماية الحلفاء. وقال وانج: «أنظمة الكشف والإنذار (ثاد) تتمتع بمدى يتجاوز شبه الجزيرة الكورية إلى حد كبير»، مؤكداً أنها «تمس بالأمن الاستراتيجي للصين». وحذر من أن «الدول المجاورة لا تتصرف بهذه الطريقة، وهذا يمكن أن يضر بالأمن». والليلة قبل الماضية، عبرت الأسرة الدولية عن وحدتها إزاء تحديات كوريا الشمالية للقرارات الدولية، في بيان صدر عن مجلس الأمن، ودان بإجماع أعضائه إطلاق الصواريخ الـ4 التي سقطت 3 منها في المياه الإقليمية لليابان. وقال المجلس في بيانه: إن عملية إطلاق الصواريخ تشكل «انتهاكاً خطيراً» لقرارات الأمم المتحدة، متوعداً «اتخاذ إجراءات مهمة أخرى» لمعاقبة بيونج يانج، مؤكداً أن هذه الأنشطة «تزيد التوتر في المنطقة وخارجها، فضلاً عن خطر سباق تسلح إقليمي». وسيعقد مجلس الأمن اجتماعاً في نيويورك بطلب من الولايات المتحدة واليابان لمناقشة تجربة إطلاق الصواريخ الأخيرة. وسيتوجه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى اليابان وكوريا الجنوبية والصين من 15 إلى 19 مارس الحالي. على صعيد التوتر بين كوريا الشمالية وماليزيا، الناجم عن اغتيال شقيق الزعيم الشمالي كيم جونج نام في مطار العاصمة كوالالمبور، أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، أمس، استمرار علاقات بلاده مع بيونج يانج للحفاظ على «قنوات مفتوحة للتواصل والتفاوض»، مضيفاً «العلاقات الماليزية - الكورية الشمالية لا تزال قائمة، وأن المحادثات بين البلدين من الأفضل في بعض الأحيان أن تبقى سرية». وقال: «نحن بحاجة إلى دراسة ما تحتاجه حكومة كوريا الشمالية، وهذا هو ما نود التأكد منه». وأشار إلى أن الماليزيين الـ11 الممنوعين من مغادرة كوريا الشمالية بخير، ويمارسون حياتهم اليومية بالشكل المعتاد. وأضاف: «في الوقت الراهن سنتمسك بقرارنا بعدم السماح للكوريين الشماليين هنا بمغادرة البلاد»، مؤكداً أنه تم توجيه الشرطة لمواصلة التحقيقات في وفاة جونج نام. ونشر على موقع يوتيوب، أمس، مقطع فيديو قصير، يظهر فيه ابن الضحية كيم هان سول جونج مظهراً جواز سفره الذي غطي باللون الأسود، مؤكداً أن والده اغتيل منذ أيام. وقال: إنه يقيم حالياً مع والدته وأخته من دون ذكر تفاصيل أخرى.