رأس الخيمة: علي البيتي يتمسك معظم اللاعبين بوظائفهم ويرفضون التخلي عنها على الرغم من ارتباطهم بعقود مع الأندية، مما يفترض أنه يعني أنهم موظفون فيها، وفي عصر الاحتراف ما زال اللاعبون يجمعون بين الوظيفة ولعب كرة القدم ويرون أن عمر اللاعب قصير والوظيفة أمان ومستقبل له ولأبنائه وتستمر مدى الحياة، فبعد الوصول إلى سن التقاعد لا ينقطع ما يحصل عليه من مال من ورائها فيما لا يحصلون على شيء بعد الاعتزال أو الاستغناء عنهم أو الإصابة في الأندية.لكل ذلك يعتبر اللاعبون الوظيفة خطاً أحمر وهم مستعدون للتضحية بالكرة من اجلها بيد انهم يفضلون الجمع بين الاثنتين، وهناك من يترك الوظيفة عندما يشعر بأن ما يحصل عليه في النادي كافٍ، وهؤلاء لاعبو الأندية الكبيرة ممن يحصلون على مبالغ ضخمة.تضطر الأندية إلى مسايرة هذا الوضع وبعضها يلجأ إلى تفريغ اللاعبين وهناك من لا يستطيع فيترك اللاعب يجمع بين وظيفتين، وظيفة لاعب الكرة ووظيفة الدوام إن كان محاسباً أو محامياً أو مصرفياً أو جندياً. ويعاني المدربون من ارتباط اللاعبين بالدوام لكنهم يتعاملون مع الأمر الواقع وتتأثر تدريباتهم بها أنهم لا يستطيعون إخضاع اللاعبين لجرعات مكثفة بسبب الإرهاق ووجود اللاعب ل 8 أو 9 ساعات في العمل ومن مكان عمله يحضر للتدريب في الكثير من الأحيان ويستغرق المشوار من مقر عمله إلى ملعب فريقه وقتا أيضاً، وهذه الظاهرة تعاني منها الأندية الصغيرة اكثر، فمثلا في نادي الإمارات هناك حوالي عشرة لاعبين مرتبطون بدوامات، وشكا عبدالوهاب عبدالقادر عندما كان مدربا للفجيرة من هذه الظاهرة وأيضاًً شكا منها هاشيك ورأى أنها كانت السبب الأساسي في خسارة الفجيرة الثقيلة في عهده أمام الأهلي لأن ستة لاعبين أساسيين غابوا عن تلك المقابلة بسبب الدوام، واتحاد كلباء أيضا يعاني من هذه المشكلة وأيضاً جار دبا الفجيرة بالشكوى من هذا الوضع.إبراهيم عبدالله حارس فريق الإمارات أكبر مثال لهذه الظاهرة فهو مرتبط بجهة عمل في أبوظبي، ويتواجد على رأس عمله يوميا وبعد نهاية الدوام يغادر لرأس الخيمة للمشاركة في تدريبات الصقور أو مبارياته وبعد المران يعود إلى أبوظبي حيث يسكن استعدادا للعمل وليوم جديد يتكرر فيه السيناريو وهكذا يضطر عبدالله إلى قيادة سيارته يوميا من أبوظبي إلى رأس الخيمة والعكس، وإذا كان يحتاج إلى ساعتين ونصف الساعة للوصول إلى رأس الخيمة من أبوظبي فهو يقضي خمس ساعات في الطريق ذهابا وإيابا بالإضافة إلى ساعات الدوام الثماني أو التسع مما يعني انه يقضي نصف يومه في الدوام والطريق ويتدرب لثلاث ساعات أو ساعتين ونصف الساعة.وأكد إبراهيم انه تعب من هذا الوضع ويريد حلاً ولذلك يشترط على من يرغب في التعاقد معه تفريغه، وذكر انه لن يتخلى عن الوظيفة ولن يتركها ليتفرغ للكرة لأن الوظيفة عنده اهم وسيتركها في حالة واحدة فقط إذا كان ما يحصل عليه من النادي كافياً، وبيّن ان هناك لاعبين تركوا الوظيفة لكنهم يلعبون للأندية الكبيرة وهؤلاء يتقاضون مرتبات كبيرة. وعن مخالفته لشروط الاحتراف قال إن كل اللاعبين مرتبطون بدوام وهناك قلة قليلة فقط من لاعبي أندية الخليج العربي غير مرتبطين بوظيفة، وذكر ان الاحتراف المطبق يتيح للاعب الاستمرار في وظيفته جنبا إلى جنب مع ممارسة الكرة كلاعب محترف مع ناديه لأن مسؤولي الأندية يراعون اللاعبين، وبين أن الأندية تعلم هذا الواقع وتتعاطى معه وقال: عندنا احتراف خاص والجميع يتقبل الوضع القائم لأن الأندية إذا اشترطت على اللاعب التفرغ ربما لن تجد من تتعاقد معهم.عندما فاتح مسؤولو نادي الإمارات إبراهيم عبدالله في أمر تجديد عقده طلب منهم تفريغه ولم يشترط المشاركة أساسياً كما يفعل بعض اللاعبين رغم انه عاد للعب دور الرجل الثالث في بوابة الصقور حيث يشارك علي صقر حاليا ويبقى الشاجي على دكة البدلاء، ومنذ تولي هاشيك مسؤولية تدريب الصقور لم يشاهد«الشاويش» في الشباك الخضراء ويرغب إبراهيم في المشاركة وابتعاده عن الملعب حاليا لا يعجبه لكنه يرى أن التفريغ من الدوام اهم وهو يعتقد انه متى ما حصل على الفرصة فإنه لن يخرج من التشكيلة إلا للإيقاف أو الإصابة وهو متأكد انه إذا تفرغ بالكامل سيكون في وضع نفسي وبدني يتيح له تطوير قدراته اكثر ويمنحه فرصة التفوق والمشاركة أساسيا.وتلقى «الشاويش» العديد من العروض من أندية الخليج العربي لكنه اشترط تفريغه، وتفيد المتابعات أن اللاعب قريب من التعاقد مع الظفرة وهناك من يقول انه وقع بالفعل وهذا ما نفاه «الشاويش» و«فرسان الغربية» معا. وينتهي عقد عبدالله مع الصقور بعد اقل من ثمانين يوما، وللمصادفة فقد رفض الظفرة التعاقد مع إبراهيم قبل سنوات حينما غادر القلعة العنابية ولم يكن الظفرة الفريق الوحيد الذي لم يتحمس للتعاقد معه، فالجزيرة والأهلي كلاهما أدار ظهره للحارس المغمور وقتها كما لم يرغب الوحدة في تصعيده من فريق 21 للفريق الأول قبل ثلاث سنوات لكن تألقه مع الصقور دفع العديد من الأندية للحصول على خدماته. ووجد إبراهيم الفرصة بعد إيقاف علي صقر في حادثة الدعس الشهيرة وإصابة الشاجي وشارك أساسيا مع الإمارات أمام الوحدة والشباب والوصل وحتا ودبا الفجيرة واتحاد كلباء والظفرة وبني ياس، وقدم مستويات جيدة جدا وبرز كحارس لديه ردة فعل قوية وشخصية وهيبة في المرمى ومرونة وشجاعة، وكان محل إشادة المحللين والمتابعين لدوري الخليج العربي ومدربه جورجي الذي قال عنه انه حارس شاب متطور ويملك كل المواصفات المطلوبة في الحارس الجيد.