أعلنت الولايات المتحدة رغبتها في الدخول في مفاوضات متعددة الأطراف للتوصل إلى اتفاق في إطار منظمة التجارة العالمية يسعى إلى خفض التعريفات الجمركية على "المنتجات الخضراء" الصديقة للبيئة، بما في ذلك تقنيات الطاقة النظيفة كالألواح الشمسية، والرياح، والمياه، والطاقة الحرارية الأرضية، على سبيل المثال. وقالت البعثة التجارية الأمريكية لدى مظمة التجارة، إن، مايكل فرومان، الممثل الأمريكي الخاص للتجارة الخارجية قد أبلغ الكونجرس رسميا عزمه على الشروع في مناقشات لإبرام صفقة جديدة في إطار منظمة التجارة حول السلع العالمية المتعلقة بالبيئة. وعلمت "الاقتصادية" أن المقترح الأمريكي يستند إلى عمل سابق تم إنجازه في منتدى آسيا ـ المحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي (آبك) حيث تعهدت الدول الأعضاء في المنتدى، من ضمنها الولايات المتحدة والصين في عام 2011، بتقليص التعريفات الجمركية على 54 منتجا يتعلق بالبيئة إلى 5 في المائة أو أقل بحدود عام 2015، حيث يمكن أن تصل الرسوم الجمركية على هذه السلع إلى 35 في المائة في بعض البلدان. وستستخدم قائمة المنتجات البيئية الـ 54 التي أعدتها "آبك" كحجر أساس لاتفاقية عالمية في إطار منظمة التجارة، بمشاركة بلدان تتولى توسيع نطاقها بإضافة منتجات ترى أن هناك مصلحة في إضافتها. وفي آخر اجتماع للجنة التجارة والبيئة التابعة لمنظمة التجارة في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، أبدت الولايات المتحدة، مدعومة من الاتحاد الأوروبي واليابان، تصميمها على إطلاق مفاوضات "المنتجات الخضراء"، قائلة إنه بإلغاء الرسوم الجمركية على التقنيات المتعلقة بالبيئة يكون قد تأكد لدينا أن المياه والهواء في العالم سيبقيان نظيفين، كما يمكننا أن نجعل منهما أرخص تكلفة وفي متناول الجميع، وأن اتفاقا بشأن السلع البيئية يمكن أن يحقق الكثير لبرامج حماية البيئة في العالم. ويتفاوت الدعم الذي تلقته هذه المبادرة داخل منظمة التجارة، لكن مصادر مطلعة في منظمة التجارة قالت لـ "الاقتصادية" إن الولايات المتحدة تسعى الآن لتأمين مساهمة البلدان التي تستحوذ على 90 في المائة من التجارة العالمية للمنتجات البيئية في هذه المبادرة الجديدة. من جانبها ترى الصين، وهي عضو مؤيد لمبادرة "المنتجات الخضراء" أنه ما زال يتعين على دول "آبك" أن تنجز المزيد من الأعمال الفنية قبل البدء بالتفاوض حول تحرير هذه المنتجات، حيث تتضمن الأعمال الفنية الاتفاق على مزيد من التوضيحات بشأن أي من المنتجات التي تقع بالضبط ضمن المنتجات الـ 54 التي سيتم تقليص التعريفات عليها. وكانت الهند والأرجنتين ضمن الدول النامية الأعضاء في منظمة التجارة التي أعطت ردا فاترا حول إمكانية استخدام صفقة "آبك" كقاعدة للجهود المبذولة لتحرير تجارة المنتجات البيئية، وقال هذان البلدان إنَّ "آبك" ومنظمة التجارة العالمية تعملان في سياقين مختلفين؛ فقرارات "آبك" غير ملزمة، بينما اتفاقيات منظمة التجارة ملزمة. وتعتقد الهند أن تحرير الرسوم على المنتجات الخضراء لا ينبغي أن يتم على أساس "قائمة" مثلما هو حال اتفاقية "آبك"، بل على "مشروع" متفاوض عليه يحظى على توافق الآراء، بينما اقترحت الأرجنتين أن يتم من خلال المفاوضات تحديد الكيانات العامة والخاصة التي تقوم بتنفيذ نشاطات ومشاريع بيئية، وعندها تتفق الدول الأعضاء على تقديم تنازلات ضريبية محددة على المنتجات البيئية التي تتعامل معها، بدلا من تقليص أو إلغاء عام لعشرات من المواد باعتبارها تدخل ضمن المنتجات الخضراء. واتفقت الولايات المتحدة و13 دولة عضواً في منظمة التجارة، هي (أستراليا، وكندا، والصين، وكوريا الجنوبية، وكوستاريكا، والاتحاد الأوروبي، وهونج كونج، واليابان، ونيوزيلندا، والنرويج، وسنغافورة، وسويسرا، وتايوان) في وقت سابق من العام الحالي على الشروع في مناقشات بشأن اتفاق يتعلق بهذه المنتجات، وتمثل تلك الدول الـ 14 نحو 86 في المائة من السوق العالمية السنوية لـ "المنتجات الخضراء" التي تصل قيمتها إلى تريليون دولار.