دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات، مساء الثلاثاء، عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية، معربا عن قلقه حيال "السلوك المزعزع للاستقرار المتزايد" لبيونغ يانغ. وجاءت تلك الإدانة ضمن نص قدمته الولايات المتحدة وحظي بإجماع الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، رغم التوتر القائم بين واشنطن وبكين على خلفية إعلان نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية. واعتبر مجلس الأمن، الذي سيعقد، الأربعاء، جلسة محصصة للمسألة الكورية الشمالية، أن عملية إطلاق الصواريخ "انتهاك خطير" لقرارات الأمم المتحدة، متوعدا "اتخاذ إجراءات مهمة أخرى" لمعاقبة بيونغ يانغ. وأكد المجلس أن أنشطة كوريا الشمالية "تزيد التوتر في المنطقة وخارجها، فضلا عن خطر سباق تسلح إقليمي". وأعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء أن عملية إطلاق الصواريخ البالستية كانت تدريبا على ضرب القواعد الأميركية في اليابان. وفي موازاة ذلك، بدأ الجيش الأميركي بنشر منظومة "ثاد" الدفاعية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية لحمايتها من أي هجوم من الشمال، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ. وتعتبر الصين أن منظومة "ثاد" الدفاعية والرادار القوي الذي تتضمنه يحدان من فعالية أنظمتها الصاروخية، وتعهدت بكين، الثلاثاء، الدفاع "بحزم" عن مصالحها الأمنية. وأطلقت كوريا الشمالية 4 صواريخ باليستية في البحر قبالة ساحل اليابان الشمالي الغربي، الاثنين، مما أثار غضب كوريا الجنوبية واليابان بعد أيام من توعدها بالرد على تدريبات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعتبرها استعدادا للحرب. وتخضع كوريا الشمالية منذ عام 2006 لعقوبات من الأمم المتحدة وحظر أسلحة بهدف عرقلة تطويرها برامج نووية وصاروخية محظورة، وعزز المجلس العقوبات عقب كل تجربة من تجاربها النووية الخمس.