تعطر ولبس أحسن ثيابه وتباهى بنفسه كثيراً ثم خرج وركب سيارته الرنج واتجه لأحد المجمعات التجارية وبدأ يمارس هوايته المعتادة في الدوران حولها لاصطياد فريسته وبطرقه الكثيرة و في هذه الأثناء لمح إحدى الفتيات والتي تفننت في إبراز ملامح جسدها عن طريق عبائتها المخصرة والميك أب الكامل ما استثار هذا الشاب واستطاع بخبرته أو بالأصح بسبب (الرنج) أن يوقعها في فخ لفت الانتباه والعلاقات المشبوهة التي تبدأ بكل المودة وتنتهي في الغالب بالتهديد والفضح وقد تصل إلى الاعتداء الجسدي عن طريق التحرش والابتزاز. انتشرت في الآونة الأخيرة مع الأسف قضايا التحرش والابتزاز ونحن تحت مظلة مجتمع ديني محافظ لا يرضى بمثل هذه الأفعال المشينة التي تستوجب أشد العقوبات لردعها ولكن من الذي يجب معاقبته في مثل هذه القضية الشاب العاطل الغاضب من غلا المهور أم الفتاة المستفزة بكامل زينتها الشاب المتهور والمستهتر أم الفتاة التي لا حول لها ولا قوة في هذا الغلاء الفاحش الذين هم بريئين منه براءة الذئب من دم يوسف. يشهد الشارع السعودي في الفترات السابقة تصاعد المطالبات الغاضبة بسن قانون ضد التحرش الجنسي بشتى أنواعه بعد ما شهد في الفترة الأخيرة من تزايد تلك الظاهرة بشكل غير مسبوق وخاصة بما يتعلق بالنساء والأطفال وهذا امتداداً لإحصائية سابقة أفصحت عنها وزارة العدل في وقت سابق والتي تصل فيها قضايا التحرش إلى 2797 قضية في المملكة تم توثيقها رسمياً خلال عام واحد وأغلبها من النساء مما جعل الكثيرين يطالبون بتسريع سن قانون ضد التحرش ولكن بعض الأصوات لا ترى له حاجة خاصة بعدما صدر قانون الحماية من الإيذاء الذي يراه البعض كافي لمثل هذه الحالات ولكن ما نراه هو عكس ذلك وخصوصاً بعد أن انخرطت المرأة في سوق العمل وما تتعرض له من مضايقات في مجال عملها ويظهر هذا واضحاً في بعض المقاطع المنشورة أو من خلال قصص يعرضها الإعلام ويشيب لها الرأس. ما نحتاجه الآن وبشكل كبير هو السرعة بسن قانون يردع هؤلاء وما يقومون به وأن تشارك المرأة برأيها في هذا القانون الذي يكفل سلامتها بإذن الله. ختاماً: التحرش هو آفة تعاني منها جميع المجتمعات وخاصة فيما يخص الأطفال عندما تقتل براءتهم بنزوة وضيع يجب أن يعالج وكما قال صلى الله عليه وسلم: كما تدين تدان.