إذا كنت تحمل جين (MAO-A) فستزيد بطبيعة الحال احتمالية أن تكون سايكوباثا مجرما، باعتباره الجين الرئيس للعنف والإجرام. ويرتبط هذا الجين ارتباطا وثيقا بالجنس، حيث إنه موجود في الكروموسوم x وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الإجرام عند الذكور عنها في الإناث، لأن الذكور يأخذون كروموسوم x من الأم فقط، بينما الأنثى تأخذ كروموسوم x من الأم والآخر من الأب، وبالتالي تقل احتمالية تأثير هذا الجين. ووفقا لصحيفة مكة ان عالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا والباحث في علم الجينات والسلوك البروفيسور جيمس فالون، كشف في كتابه The psychopath inside الذي نشر في أكتوبر 2014 عن نتائج دراسته التي أجراها لتحليل أدمغة 70 شخصا من بينهم قتلة سايكوباثيون، ومجرمون، وأشخاص أسوياء، حيث حلل تفاعل الجينات والعوامل اللا جينية، ومدى ارتباطهما ببعضهما ليكون الفرد مجرما قاتلا، إلا أن هذا لم يكن المثير للجدل والاهتمام في ظل وجود نتائج أكثر أهمية، وهي أن هذا الجين ينشط ويزداد فاعلية في ظل وجود بيئة اجتماعية عنيفة وتنشئة مليئة بالعنف والاضطهاد، وفي المقابل قد يمتلك الشخص هذا الجين ولكنه يكون ناجحا وسويا بل ومتميزا، وهذا ما أكدته نتائج الاختبار الذي أجراه الباحث لدماغه، حيث اكتشف أنه يمتلك هذا الجين الذي لم يؤثر أبدا على شخصيته وحياته بفضل البيئة السوية التي عاش فيها. وأكد فالون أن وجود هذا الجين متزامنا مع بيئة عنيفة وتنشئة مضطهدة ينتج لنا أفرادا عنيفين ينفذون أو يشاركون في أعمال إجرامية ومؤلمة لا تقتصر على المشاجرات مع الأقران، بل تشمل العنف قبل وصولهم سن البلوغ. وهكذا يعمل هذا النظام العصبي العاكس المرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة الخارجية التي يعيش فيها الفرد. كيف يعمل هذا الجين؟ إذا وجد في الرحم فإنه يتفاعل مع السيروتونين المسؤول عن جعل الشخص هادئا وسويا ويبطل مفعوله لاحقا، فيصبح الدماغ غير مكترث بوجوده.