ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأرمن في كسب إلى محاولة تهجير، فقصتهم بدأت في الثالث والعشرين من أبريل عام 1909 وبتدبير من قبل العثمانيين إلى هجوم من قبل جموع أقدموا على سرقة البيوت وأحرقوا الكنيسة الإنجيلية فيها. وفي يوليو عام 1915 أعطي للسكان مهلة 3 أيام ليغادروا مدينتهم، فهجر الأرمن بالقوة العسكرية من قراهم وكان عددهم 7500 شخص، نجا منهم 1500 شخص والباقي قتلوا في صحراء دير الزور. كانت القوافل الأولى للطائفة الأرثوذكسية، وهجر هؤلاء إلى مصر، قنطرة وبور سعيد عن طريق حماة حمص أردن مشياً على الأقدام، خسرت هذه القوافل القليل بفضل مساعدة أهالي المدن العربية. كانت القوافل الثانية قوافل الطائفة الكاثوليكية والبروتستانت، نقل هؤلاء إلى صحراء دير الزور الحارقة وقتلوا جميعاً. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت الدولة العثمانية قد انسحبت من سوريا، ووضعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي. عاد الناجون من المذابح من أهالي كسب إلى قراهم المهدمة والمسروقة أو المحروقة، وعادوا إلى الفلاحة والزراعة مرة ثانية ورمموا بيوتهم. الأرمن يعيشون اليوم الأزمة نفسها، يخضعون لمحاولة التهجير وتدمير مملتكاتهم وكنائسهم ولكن هذه المرة على يد نظام بشار الأسد الذي ينتهج سياسة تدمير الهوية السورية وتخويف الأقليات من الجيش الحر والثورة.