صراحة-وكالات: حذر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان من بقاء المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في ليبيا، ودعاه للتحرك حتى لا يتحول هذا البلد إلى ملاذ إرهابي، كما حث دول الجوار على دعم الليبيين لكي يجدوا سبل الاستقرار، معتبرًا أن الحل يجب، بقدر الإمكان، أن يجده الليبيون أنفسهم. واعتبر مراقبون تصريحات الوزير الفرنسي بانه تلميح إلى تحضير باريس لعملية عسكرية في العمق الليبي تحت غطاء أممي. وقال لودريان أمام الجنود الفرنسيين المتمركزين في نجامينا خلال زيارة تفقدية لمناسبة عيد رأس السنة أن ما يجري في ليبيا، في ظل الفوضى السياسية والأمنية، ليس إلا انبعاث ملاذ إرهابي في المحيط المباشر للقارة الأوروبية. وأضاف في كلمته أن المجتمع الدولي سيرتكب خطأ جسيمًا إذا ما بقي مكتوف الأيدي أمام قيام مثل هكذا ملاذ للإرهاب في صميم البحر المتوسط. هذا أمر لا يجب القبول به. وشدد الوزير الفرنسي على أن كل الأطراف عليها أن تتحرك. الحل يجب، بقدر الإمكان، أن يجده الليبيون أنفسهم، وذلك قبل أيام من الموعد الذي حددته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لجمع أطراف النزاع في هذا البلد حول طاولة مفاوضات والمقررة في الخامس من يناير/كانون الثاني. وأضاف لكن مسؤولية الدول المجاورة لليبيا والمجتمع الدولي هي أن يقفوا إلى جانب الليبيين لكي يجدوا سبل الاستقرار، مؤكدًا أن فرنسا ستؤدي حتمًا دورها كاملاً في هذا الإطار، تاركا بذلك الباب مفتوحًا على كل الاحتمالات. وتأتي تصريحات لودريان في الوقت الذي تطالب فيه دول عديدة في المنطقة، بينها تشاد، بتدخل عسكري دولي عاجل بهدف التصدي للمجموعات المسلحة في ليبيا. واعتبر لودريان، في مقابلة مع صحيفة لوجورنال دي ديمانش، أن جنوب ليبيا تحول إلى معقل للإرهابيين”، لكنه أكد أن “أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن بسبب عدم وجود توافق دولي أو إقليمي في هذا الظرف. ورأى الوزير أن توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة، مؤكدا أن ليبيا بلد مستقل. وقال نشهد اليوم ظهور نقاط ترابط بين داعش ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بالقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، خصوصا في درنة بليبيا حيث يحاول داعش الإمساك بزمام الأمور. وأضاف أنه في هذه المنطقة يوجد مختار بلمختار أحد أبرز قياديي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأيضا إياد آغ غالي زعيم (جماعة) أنصار الدين. أنا واثق من أن الموضوع الليبي مطروح أمامنا في السنة المقبلة 2015 وعلى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والدول المجاورة التصدي لهذه القضية الأمنية الساخنة. وكانت خمس دول في منطقة الساحل هي تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو قد دعت خلال اجتماعها في 19 ديسمبر/كانون الاول في نواكشوط إلى تدخل دولي لشل قدرات المجموعات المسلحةفي ليبيا، حيث تسهل الفوضى قيام معاقل جهادية تقوض الجهود لتأمين استقرار المنطقة. ورحبت الدول الخمس بمحاولات البلدان المجاورة لليبيا والأمم المتحدة لتأمين الظروف لحوار بين كل الأطراف الليبية باستثناء المجموعات الإرهابية. وتابع لودريان أن وجود تنظيمات إرهابية منظمة على مسافة قريبة من المتوسط يهدد أمننا، وكذلك وجود فرنسيين يقاتلون إلى جانب داعش. لا أميز بين الإرهابيين. ما نخشاه هو اندماج بين حركات كانت حتى الآن تتقاتل في ما بينها: من نواجههم في الساحل هم منبثقون من القاعدة ومن وحدوا صفوفهم منذ يونيو تحت خلافة داعش. ويتنازع السلطة في ليبيا حكومتان وبرلمانان، الأولى قريبة من التشكيلات المسلحة، والثانية معترف بها من المجتمع الدولي، وقد اغتنم الجهاديون هذه الفوضى الأمنية والسياسية لإقامة قاعدة لهم في جنوب البلاد الذي أصبح ملاذًا آمنا لهم.