مضى قرابة شهر كامل إلا قليلًا على الاختفاء الغامض للطائرة الماليزية من طراز بوينغ 777-200 رحلة 370 التي "ذابت" فجأة في "الأثير" من شاشات الرادارات الراصدة فجر السبت الثامن من مارس 2014م وهي في طريقها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى بكين العاصمة الصينية، ولا يزال اللغز قائمًا بل متفاقمًا حتى إن بعض المتخصصين أصبح يرى أنها أغرب حادثة عبر تاريخ الطيران المدني منذ نشأته قبل 100 عام، خصوصًا بعد أن صرحت السلطات الأسترالية الخميس 3/4/2014م أن جهود البحث عن الطائرة المختفية باءت بالخيبة، ولم يظهر أي دليل على تحطم الطائرة في مياه المحيطات رغم مشاركة ما يزيد عن 25 دولة و60 طائرة وعدد مشابه من السفن في تلك الجهود المضنية، والحقيقة أن الجواب الصحيح على هذا الغموض مهم جدًا في رسم مسار أمن وسلامة الطيران في العالم. الغموض الذي يكتنف ما وقع للرحلة يفرض تساؤلات فنية جمة منها على سبيل المثال لا الحصر: * في وقت سابق كشفت السلطات الماليزية أن الطائرة كانت تحمل على متنها شحنة من بطاريات "الليثيوم"، غير أنها استبعدت أن تكون قد تسببت في نشوب حريق أو انفجار على متن الطائرة، فهل يا ترى كانت الطائرة تحمل شحنات أخرى غير البطاريات (عسكرية مثلًا)، مما دفع أجهزة استخباراتية إلى خطف الطائرة. * هل طُلب من الطائرة تغيير وجهتها، وإذا كان الجواب بالإثبات، فمن الجهة التي قامت بتوجيه التعليمات بذلك. * هل تم السيطرة على الطائرة بعد ذلك يدويًا من قِبَل الطيار ومساعده، أو بواسطة التحكم عن بعد. * فإن تم التحكم بها عن بعد، فمن هي الدول التي تمتلك تقنيات التحكم قسرًا بالطائرات عن بعد. * ولماذا تم استبعاد قدرات الرصد للقاعدة الجوية الإستراتيجية بالمحيط الهندي (ديغو قارسيا) من أعمال البحث عن الطائرة، علمًا بأن المواقع المفترضة لتحطم الطائرة تقع ضمن إطار قدرات القاعدة الاستخباراتية. عودًا على بدء، السيناريوهات والاحتمالات أخذت تضيق رويدًا رويدا مع مرور الوقت، منها سيناريو الاختفاء إلى عالم الغيب، عالم ما وراء المادة، ورغم أن هذا الاحتمال من الممكنات في كون الله الفسيح، والذي لا نرى منه إلا أقل القليل، لكن أحدًا لم يُقدِّم دليلًا مقنعًا على حدوثه لهذه الطائرة، وبالتالي لا نتناوله في هذه المقالة بالتحليل، وبدأ سيناريو التدخل المباشر من قِبَل جهات دولية، وبلفظٍ آخر من قبل استخبارات دول غربية، ومنها الموساد الإسرائيلي، يأخذ حيزًا أكبر في الصحافة العالمية، وبدأ الحديث عن تعرض الطائرة للخطف من قبل جهات استخباراتية. إن ثبت صحة السيناريو القائل إن الطائرة قد تمت مصادرتها من قبل استخبارات دولية، فإن أمن وسلامة الطيران المدني العالمي قد دخل منعطفًا بالغ الخطورة وغير مسبوق، يكون فيها أمن الطيران المدني العالمي الذي هو أحد ركائز الاستقرار العالمي والعولمة الاقتصادية في مهب الريح. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain