كلنا يتجنب الحديث إذا ما استشعرنا حساسية ما تجاه موضوع ما لدى الأصدقاء أو رفقاء العمل. ما معنى الحساسية إذن إذا كان لها مرادف معنوى بينما هى فى الأصل رد فعل عضوى يؤثر فى جسد الإنسان ووظائفه الحيوية؟الحساسية الزائدة لبعض الأطعمة أمر يختلف من إنسان لآخر قد يحدث بلا أثر أو تتعدد أخطاره حتى أنه ربما ينهى حياة الإنسان فى لحظة قبل أن يتمكن من طلب النجدة.يجب أن ندرك الفرق بين الحساسية الحقيقية للأطعمة وعدم احتمال الإنسان لبعض الأطعمة ثم مرض سيليك. ربما تشابهت الأعراض لكن النهاية مختلفة تماما فى كل منهم مع بقاء الطعام قاسما مشتركا بينهم كسبب رئيسى.• عدم احتمال الأطعمة Food intolerence قد يحدث لكن لا علاقة له بجهاز المناعة وآثاره ليست بالخطيرة قد لا تتجاوز متاعب الهضم المعروفة مثل نوبة إسهال أو رغبة فى القىء أو شعور بالحموضة وأشهرها عدم احتمال سكر اللبن (اللاكتوز).• داء سيليك يعد أحد أمراض المناعة الذاتية والحساسية لمادة الجلوتين الموجودة فى الحبوب وأهمها القمح والشعير. تفادى تناول أى قدر من الجلوتين علاج لنوبات المرض القاسية ينقذ الإنسان منها لكن المرض لا ينهى حياة الإنسان وإن كان يفسدها إذا لم يتنبه للجلوتين فى كل ما يأكل.• حساسية الطعام الحقيقية True allergies تعكس رد فعل مبالغا فيه من جسم الإنسان لطعام قبله الآخرون ويستمتعون به. فأول طعام يعرفه الإنسان عند ولادته اللبن قد يكون قاتلا عن البعض.يحمى الإنسان من غزو الباكتيريا والفيروسات والأمراض المختلفة جهاز مناعة يعمل فى دقة وإحكام وبصيرة مازال العلم حتى اليوم يحاول شرح آلياته المعقدة فيبدو عاجزا عن استيعابها كاملة.لكل ما يدخل جسم الإنسان عدوا كان أم صديقا شفرة يحتفظ بها الجهاز المناعى فى ملفاته. إذا تطابقت الشفرة الصديقة مع النسخة التى يحتفظ بها سمح لها بالدخول لأداء دورها أما إذا اكتشف أن الشفرة لعدو كالبكتيريا أو الفيروسات استنفر كل آلياته وجنوده من خلايا مناعية على اختلاف أنواعها وسوائل كالدم واللحف وتفاعلات حيوية كارتفاع الحرارة وإفراز مواد كيميائية مختلفة لمواجهة الخطر القادم أهمها الهستامين.يحدث هذا دائما فى الأحوال العادية لكن الأمر لا يخلو من لحظة جنون يعجز فيها الجهاز المناعى عن قراءة الشفرة بصورة صحيحة فتنقض النيران الصديقة لتدمر خلايا وأنسجة الجسم بدلا من حمايتها. هذا ما يسمى بالأمراض المناعية الذاتية ومنها أمراض المفاصل (الروماتويد) والحمى الروماتيزمية والذئبة الحمراء ومرض سيليك وغيرها حتى الحساسية للأطعمة. ماذا يحدث إذا أكل الإنسان طعاما هو مفرط فى الحساسية تجاهه إذن؟فى دقائق معدودة تتوالى ردود أفعال تتراوح بين البسيطة مثل الطفح الجلدى وإحمرار الجلد والرغبة فى حكة باستمرار. تورم الشفاة واحتقان الزور. تقلصات المعدة والأمعاء أما أخطرها على وجه الإطلاق فهو الصدمة التى قد تنهى حياة الإنسان فى لحظات (Anaphylaxis).قد تكون الصدمة الناشئة عن الحساسية هى أكثر الأعراض ندرة. لكن خطورتها تجعل من توقعها أمرا ملزما. غالبا ما تحدث نتيجة الحساسية للفول السودانى والمكسرات بأنواعها. كذلك نتيجة للدغة سامة من حشرة أو تناول دواء لدى الإنسان حساسية للمادة الفعالة فيه. الوقاية والعلاجالوقاية تبدأ بدقة التشخيص الذى قد يستدعى تسجيل كل الملاحظات الغذائية الخاصة بالإنسان بالتفصيل إلى جانب اختبارات الدم والجلد التى تدل على وجود أجسام مضادة فى الدم أو تفاعلات نتيجة تأثر الجلد بمؤثرات مختلفة.الوقاية بتفادى الإنسان لكل ما له علاقة بالطعام الحساس له.حاليا يوفر العلم جهازا صغيرا بسيطا به جرعة كافية من عقار الإدرينالين للكبار وأخرى للأطفال يحملها معه دائما من هو عرضة للإصابة بالصدمة. استعمالها سهل بلا تعقيد فيها النجاة إذا ما استخدمت فى توقيت الخطر دون تأخير إن كان لنا أن نتوقع الخطر فليس بمقدورنا أن نعرف وقته. • الحساسية الصدمة Anaphy laxisتفاعل خطير قد يؤدى لصدمة يعقبها هبوط حاد فى الدورة الدموية ينتهى بالوفاة.لك أن تختبر نفسك بنفسك لمعرفة إذا ما كنت هدفا لهذا التفاعل القاتل فى أى وقت وأنت لا تدرى. < يحدث لى رد فعل ما إذا ما لامست أو تناولت أيا من:الفول السودانى ــ السمسم ــ القمحالمسكرات ــ اللبن ومنتجاته ــ لدغة الحشراتالسمك ــ منتجات الصويا ــ الأدويةالمحار والقشريات ــ البيض • رد الفعل يمكن أن يكون أحد التفاعلات الآتية أو كلها مجتمعة• الفم: تورم الشفتين واللسان والإحساس بالتنميل وربما الاختناق.• الحلق والزور: التنميل، الاختناق، بحة الصوت.• الجلد: الرغبة فى الهرش، الطفح الجلدى، الإحمرار، البثور والتورم.• الجهاز الهضمى: الراغبة فى القىء، القىء، التقلصات، الإسهال.• الرئة: ضيق التنفس، السعال، التنفس بصوت مسموع (الحشرجة).• القلب: نبض ضعيف، الدوار، الإغماء وهبوط الضغط. • إذا ما تأكدت حساسيتك لأى من الأشياء المشار إليها فأنت هدف للإصابة بالحساسية الصدمة لذا يجب أن تتنبه خاصة إذا:• أصبت فى وقت سابق بأى أشكال الحساسية.• إذا كنت مصابا بأمراض الجهاز التنفسى خاصة الربو.• إذا كنت مصابا بأى أمراض القلب والشرايين.