لم يكن المشهد جديدا.. صافرة أطلقت أو أخرى لم تطلق، يعقبها صرخات واحتجاجات وأحيانا تهديدات وعقوبات، ثم تلويح بالانسحاب، وتعهدات بإصلاح "منظومة" لا ينصلح حالها أبدا. حكايات التحكيم المصري المعهودة لا تنتهي، لن يكون آخرها ما شهدته مباراة مصر المقاصة والزمالك، الجمعة، في مواجهة حاسمة ومؤثرة على مسار المسابقة بين ثاني وثالث الترتيب، شهدت واقعة تدخل في باب الطرائف الكروية.. أو قل المصائب الكروية. فبعدما تقدم فريق المقاصة بهدف نظيف في الشوط الأول، وقعت الواقعة في الشوط الثاني، لمسة يد واضحة على مدافع المقاصة أحمد سامي بمنطقة الجزاء، شاهدها كل من في الملعب، وشاشات التلفزيون، إلا حكم المباراة "الدولي" جهاد جريشة الذي تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للزمالك، الذي خسر المباراة وأهدر بالتالي منطقيا أي فرصة لإحراز لقب الدوري هذا الموسم. الواقعة التي اتبعها محاولة انسحاب بيضاء على استحياء لتسجيل المواقف، ثم جدل وسجالات وتصريحات وتهديدات "فضائية" معتادة، لن تكون الأخيرة في موسم احتشد بأخطاء تحكيمية كارثية أطاحت بأكثر من رئيس للجنة الحكام دون جدوى. وبينما ينبري البعض كالعادة لأحاديث عن أخطاء يرتكبها الحكام في كل ملاعب العالم، وتبريرات تأتي تحت عناوين أخلاقية من قبيل إنه ليس ثمة حكم فاسد أو صاحب غرض في مصر، تبقى المعضلة على حالها والأزمة لا تنتهي وسيل التساؤلات لا يتوقف. هل هي أزمة إمكانيات؟ أم كفاءات؟ أم نتيجة ضغوط جماهيرية؟ أو كتائب إعلامية ترى بلون فريقها وترهب حكام باتوا لا حول لهم ولا قوة؟