قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ د. عبدالرحمن السديس - في أول خطبة جمعة له في الحرم النبوي -: ينبغي للمجاور والزائر للمدينة المنورة، أن يكون لين الأعطاف هين الانعطاف، حافظا لحرمتها، محافظا على مراعاة سكانها، يشارك أهلها في أنديتهم لا في أغذيتهم، ويزاحمهم في أوقاتهم لا في أقواتهم ويكتسب من أخلاقهم لا من أرزاقهم. وأشاد الشيخ السديس بعناية القيادة الحكيمة بطيبة الطيبة قائلاً: من فضل الله سبحانه أن حظيت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمزيد من العناية الفائقة والرعاية السامقة من ولاة الأمر في بلادنا المباركة منذ تأسيسها إلى اليوم، وأوسع البراهين الناطقة والأدلة العابقة: تلك التوسعة المعمارية التأريخية الباهرة الأخاذة التي تعد مفخرة لكل مسلم وإشراقة ساطعة في جبين التأريخ، فجزى الله قادة هذه البلاد المباركة بلاد التوحيد والسنة خير الجزاء وأثاب خادم الحرمين الشريفين خيراً على تلك الجهود المسددة في خدمة الحرمين وقاصديهما وعلى ما قدم ويقدم للإسلام والمسلمين جعلها الله في موازين أعماله الصالحة. وأضاف: من المدينة المنورة انطلقت حضارة الإسلام تنضح خيرا وأمنا ورحمة وعدلا وتسامحا وسلاما، " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "، إنها طيبة الطيبة أرض الهجرة وموطن السنة من زارها قربة واحتسابا وحبا لتلك المرابع لبابا أثابه الباري أجرا وثوابا، فهي مأرز الإيمان ومهاجر سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام، وفي الحديث: " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ". وتحدث عن جملة من فضائلها ومنها أن الله جعلها حرما آمنا لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تلتقط لقطتها، ولا يكيد أهل المدينة أحد أو يريدهم بسوء أو شر إلا انماع كما ينماع الملح في الماء، ومن أظهر في المدينة حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس جميعا لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ومن فضائلها أنها حبيبة المحبوب صلى الله عليه وسلم، بلدة محبوبة السكنى، فيا هناء ساكنيها ويا بشرى مجاوريها وزائريها، والمدينة مباركة في صاعها ومدها ومكيالها وتمرها وقليلها وكثيرها، وفضائلها لا تحصى.