تعد الملاكمة أحد أنواع الفنون الرياضية القتالية ورياضة للدفاع عن النفس والتصدي للهجوم وفي ضوء ذلك قمنا بإجراء لقاء مع مدربة الملاكمة مي وكان لنا معها الحوار الصحفي التالي: – نود أن نتعرف على “مي المطيري” من واقع الحياة الشخصية؟ مي المطيري ، سعودية، مدربة مواي تاي وكيك بوكسينق تدربت رياضة المواي تاي على يد مدرب معتمد كابتن “فراس سعادة” ، حاصلة على شهادات الحزام في الكيك بوكسينغ من الاتحاد العربي والاتحاد الدولي للكيك بوكسينغ اسلوب فل كونتاكت بعد دورات مكثفه و اجتياز الاختبار على يد الماستر “أحمد الفقهاء”. كنت أول سعودية تحصل على تلك الشهادات، اسعى إلى تعلم فنون قتالية مختلفة مثل الmma مع مدربي كابتن فراس الذي يشرف على تدريبي وتطويري كمدربة فنون قتالية حيث أحاول توسيع معرفتي وتمكني منها جيداً، تجذبني القوة وممارسة الرياضات ذات الطابع العنيف والقاسية، إنسانة أحب التحدي لا أحب الضعف أو الاستسلام آحاول إظهار قوتي للناس والتي هي تنبع من إحساس داخلي، دوما كنت هادئة وهذا مايستغربه الكثير عندما يعرفون أنني ملاكمة وذلك لأن هذه الرياضة علمتني أن أكون صبورة وهادئة ومتواضعة. – كيف كانت بداياتك في رياضة الملاكمة؟ بدأت تعلم الملاكمة قبل خمس سنوات لوحدي كنوع من التغيير بالرياضة اليوميه بدأت بشراء كيس الملاكمة والقفازات لتفريغ عصبيتي الزائدة في ذلك الوقت ومع الأيام عشقت الملاكمة عندها بدأت أبحث عن مدربين لتعلم اللعبة كفن من فنون الدفاع عن النفس، حيث تعرفت على مدربي الذي بدأ بتدريبي، في البداية كنت أبحث عن مدربات بوكسينق لكن في كل النوادي التي شاركت فيها كانت رياضة الكيك بوكسينغ مجرد كلاس كارديو وحرق دهون مع حركات راقصه كان يخيب ظني في كل مره أذهب فيها إلى نادي نسائي للمشاركة في كلاسات الكيك بوكسينغ أو أي كلاس يخص الملاكمة لكن في النهاية بدأت تعلم الملاكمة في أماكن مختلفه سواء هنا او خارج المملكه أيضاً من خلال متابعتي الدائمة للبطولات المحلية والدولية كنت أطور نفسي دائمًا قتاليًا وأتقن تكنيكات جديدة. – ماهي العقبات والصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك الرياضية؟ في البداية كانت مع أهلي ومع أمي بشكل خاص لخوفها الزائد ، ثم مع صديقاتي والمقربين لي كانوا يعلقون دائما تعليقات ساخرة علي (ابي تضربين لي فلانة) طبعًا هذي نظرة خاطئة عن أي شخص يمارس أي فن من فنون قتالية أنه يتسبب بالمشاكل، وأخيرًا نظرة المجتمع كانت نظرة إستغراب أن فتاة و سعودية تلعب ملاكمة مما شكل تحد بالنسبه لي أن أجد فرصة العمل المناسبة ، إلى أن سنحت لي الفرصة بمقابلة كوتش شيماء في نادي (ابسولوتلي) والذي يعتبر نقطة إنطلاقي والتي أتاحت لي فرصة لبدء مشوار التدريب وكانت سبب في تطوري المهني بعد الله سبحانه وتعالى ومن هنا أتوجه إليها بكل الشكر والتقدير وأيضاً أشكرها على ثقتها بي. ولكن في النهاية الجميع الآن يشجعني ويرى أنني إنسانة قوية وطموحة والبعض يتمنى أن يكون مثلي وهذا أكبر إنجاز لي في تخطي تلك الصعوبات والعقبات. – كيف تجدين ثقافة رياضة الملاكمة في مجتمعنا؟ بالطبع الإعتقاد السائد في مجتمعنا أن رياضة الملاكمة حكر على الرجال وهذا مايحصل بسبب أنه لاتوجد صالات مخصصه للنساء لتعلم الفنون القتالية مثل الملاكمة إلا أن قلة من النساء السعوديات بدأن في ممارسة هذه الرياضة العنيفة وكسرن تلك الفكرة السائدة أو القاعدة ليس فقط بالملاكمة بل بجميع أنواع الرياضات ، غير ذلك إعتقادهم بأن الفتاة التي تمارس نوع من أنواع الفنون القتاليه تكون “معضلة “ ومظهرها كالرجال وذلك أيضًا إعتقاد خاطئ وأكبر مثال أن جميع المقاتلات المشهورات مظهرهن جميل وأجسادهن رشيقة، وأخيرا يوجد إقبال كبير جدًا من الفتيات لتعلم الملاكمة الآن، وأتحدث عن نفسي أنا أدرب يوميًا فتيات يأتين خصيصًا لتعلم البوكسينق والنادي يستقبل ويشهد إقبال من النساء لتعلم هذه الرياضة والحمدلله. – ماذا استفدتي من رياضة الملاكمة غير اللياقة البدنيه وتعلم الدفاع عن النفس؟ زادت ثقتي بنفسي كثيراً، جعلتني أكثر هدوءً وصبراً وتحملً ، زاد تركيزي، أيضًا أثناء تمرني تمنحني شعور بالراحة والتخلص من الضغوطات والطاقة السلبية، والشعور بالصحة دائما الحمدلله. – هل تمارسين رياضات أخرى ومن هو ملاكمك المفضل؟ بالطبع أمارس رياضة الحديد بجانب رياضة البوكسينق حتى أعمل على تقوية عضلاتي أيضاً أحب رياضة الكروس فت ، ملاكمي المفضل هو( محمد علي كلاي) تعلمت منه الإصرار والعزيمة وأتذكر دوماً أثناء التمرين عندما أشعر بالتعب مقولته الشهيره (لقد كرهت كل دقيقة من التدريب، ولكن قلت: لا تستسلم، تعاني الآن وتعيش بقية حياتك كبطل) ، ومن المقاتلات النساء أنا معجبة جداً بالملاكمة البولنديه (جوانا يونتشيتشك) ملاكمة قويه لم تخسر أي بطولة حتى الآن، وأتعلم منها الكثير. – ماهي اهداف (مي) وطموحاتها التي تود تحقيقها في 2017؟ أنا أخطط للمدى البعيد لدي طموحات كبيرة سوف أسعى لتحقيقها في السنوات المقبلة ان شاءالله ، طموحي هو إفتتاح صالة متخصصة بالفنون القتاليه (مواي تاي،كيك بوكسينق، mma، جوجتسو) ، و أسس فريق ملاكمة نسائي يستطيع المشاركة بالبطولات المحلية و الدولية . وتضمن خططي هذه السنة أن أصل إلى مستوى جيد في مجال التدريب بالإضافة إلى تعلم فنون قتالية متنوعة، ومن ضمن أهدافي الحالية والتي احققها دائما هو تدريب الفتيات وتعريفهم على رياضة الملاكمة وهذا ما أقوم به حاليا في عملي كمدربة شخصية. – في مجال تخصصك مارأيك برؤية 2030؟ متفائلة جدا لأن الرياضة حظت بتركيز كبير في الرؤية حيث سيتم بناء وإنشاء مزيد من المرافق والمنشأت الرياضية في مختلف المجالات وأتمنى أن تكون الملاكمة النسائية جزأً منها ويتم إنشاء صالات متخصصة ونوادي لتعليم النساء الملاكمة خصوصًا بعد هذا التطور الملحوظ في هذا المجال لدى النساء وزيادة الوعي الصحي ان شاءالله ستكون هناك بداية قوية ونقلة نوعية في الرياضة النسائية السعودية. – نود منك توجيه كلمة للمقبلات على رياضة (Boxing)؟ بالإرادة والطموح تخطي حدود نفسك وتجاوزي الخوف ولاتخافي من أي شيء ولاتخسري التحدي من أول فشل أو أول عقبة تعترض طريق حلمك وكوني قوية لأجلك فقط . تعلمي كيف تقاتلين من أجل نفسك وصحتك وجسدك، تعلمي البوكسينق كنوع من أنواع الدفاع عن النفس إكتسبي قوة ومهارات قتالية تحمين بها نفسك إستخدمي مهاراتك أثناء الحاجة وللضرورة. كوني متواضعة وواثقة بنفسك أظهري قوتك لمن حولك وبالإضافة لذلك سوف تحصلين على جسم مشدود وشكل جميل ولياقة بدنيه عالية وشدة تحمل وتركيز أكثر، وصحة دائمة ان شاءالله. أيضاً أضيف أن رياضة البوكسينق من أقوى الرياضات في حرق الدهون إلى جانب تقوية العضلات وشد الجسم وهذه ميزة لذلك أنصح كل الفتيات بممارسة رياضة الفنون القتالية.