×
محافظة حائل

خارطة من جبس تحاصر «العزيزية»

صورة الخبر

يوجد في الحي الذي أسكنه شخص لديه قدرات عقلية محدودة، يرتدي ثوباً مخططاً بألوان كئيبة، ويعتمر طاقية صغيرة على رأسه، أراه غالباً في طريقي ويستلفت انتباهي بعدم اكتراثه بالمركبات، بل إنه كثيراً ما يعرض نفسه للخطر بعبور الشارع برغم ازدحامه بالسيارات! يبدو من مظهره أنه شخص مسالم ولكن ذلك لا يعني استمرار المسالمة طالما لم يستفزه أحد! وهذا المرء مثله كثير، بعضهم لا يبرحون منازل ذويهم وبعضهم يجوبون الشوارع معرضين أنفسهم للخطر وغيرهم للمخاطر! وقد سبق الكتابة عن هؤلاء الأشخاص، بل وتم مناقشة وضعهم مع وزير الصحة إبان ندوة الجزيرة عام 2013م، وكذلك في مشاركتي في لقاء الحوار الوطني الثامن حول الصحة عام 2010م وتناولتُ وضع المختلين نفسياً وعقلياً ومتعاطي المخدرات، وطالبت بضرورة معالجة وضعهم عاجلاً! وما حصل مؤخراً في حي السويدي ـ حول قيام مواطن بقتل مقيم في وسط الشارع بطريقة وحشية على مرأى من المارة ـ يستدعي السرعة بمعالجة المختلين نفسياً ومتعاطي المخدرات، حيث أفاد التقرير الأولي للدوريات الأمنية بأن القاتل يعاني من أمراض نفسية ومدمن للمخدرات! ومع افتراض وجود خلل نفسي عند القاتل؛ فإن ذويه هم من يتحملون المسؤولية كاملة، لاسيما أن سكان الحي قد قدموا بلاغات عدة للجهات المعنية تخوفاً من خطورة الجاني على السكان وطالبوا بنقله إلى مستشفى متخصص، ولكن دون جدوى! وبعيداً عن تداعيات الحادثة وطريقة القتل الوحشية التي رآها آلاف الناس عبر مقطع فيديو وهزت وجدان كل قلب سليم، فضلاً عن سلبية المارة وعدم تدخلهم مبكراً؛ فإن التحقيقات لابد وأن تتناول المتخاذلين ممن تلقوا البلاغات ولم يأخذوها بجدية والتزام! وشبيه بهذه الحادثة قيام ضابط متعاطٍ للمخدرات بقتل زوجته بهمجية، وكانت قد أدخلت مستشفى الملك فهد التابع للحرس الوطني بالرياض مرات عدة وفي كل مرة تشكو لهم من تعذيب زوجها وتهديده لها بالقتل، وتقدمت للشرطة فأبلغوها أن ذلك شأن عائلي ولا يدخل ضمن اختصاصهم حتى فارقت الحياة! وطالما كان هناك تخاذل من الشرطة وتخلٍ من حقوق الإنسان وضعف في الشؤون الاجتماعية؛ فإن تلك المشاهد المروعة ستتكرر بوتيرة أقسى وبطريقة أشد! فقد أصبح من المعتاد أن نسمع عن مقتل طفلة بيد والدها، أو زوجة تموت بسبب زوجها، أو عامل وافد يلقى حتفه على يد مواطن! وكل الضحايا أبرياء ضعفاء، ثم نجد من يبرر للمجرمين بالاعتلال النفسي وتعاطي المخدرات أو لحظات الاستفزاز والغضب! لكم الله أيها المستضعفون!!