احتفت صحف عربية بمحادثات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في إندونيسيا على وجه الأخص حيث تعتبر زيارته هي الأولى من نوعها للبلاد منذ 47 عاماً. وتتضمن الجولة التي تستغرق ثلاثة أسابيع اليابان والصين وبروناي وجزر المالديف، وتهدف إلى توطيد العلاقات وجذب مزيد من الاستثمارات إلى المملكة. وتحت عنوان "جاكرتا.. بشر ومطر ووسام" يحتفون بسلمان قالت صحيفة المدينة السعودية: "في مشهدٍ عالمي فريد، خرجت إندونيسيا -شعبًا وحكومةً- لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وزاد من روعة المشهد، سقوط أمطار على العاصمة جاكرتا". "برغماتية" وعلى نفس المنوال وصفت صحيفة الدستور الأردنية الزيارة بأنها تاريخية، بينما وصفتها صحيفة العرب اللندنية بأنها "إحدى المراحل الأساسية من جولة نادرة للملك الذي تسعى بلاده إلى تنويع اقتصادها من أجل الحد من الاعتماد على النفط". وفي صحيفة الجزيرة السعودية، كتب علي القرني: "لا شك أن هذه الزيارات لها أجندتان، أحدهما سياسية والثانية اقتصادية، فالإرهاب يأتي في جدول أعمال أي أجندة سياسية بين دولتين خلال هذه الفترة المعاصرة التي نشهدها من نمو الإرهاب وانتشاره في كل مكان من دول العالم، إضافة إلى قضايا الشرق الأوسط التي ستأتي لا شك ضمن الأجندة السياسية وتنسيق المواقف المشتركة بين هذه الدول". وأضاف القرني: "ثم تأتي العلاقات الاقتصادية بين المملكة وتلك الدول، حيث ستشهد الزيارات الملكية توقيع اتفاقات اقتصادية وثقافية مهمة". وبالمثل، امتدح علي حسن التواتي في مقاله بصحيفة عكاظ السعودية وعي المملكة وانتهاجها "منهجاً براغماتيا يتفهم النظام الجديد ويعيد تقدير الموقف الاستراتيجي بناء على التطورات الراهنة والمحتملة". وصنف التواتي دول آسيا إلى ثلاث مجموعات هي "دول ذات عمق عقائدي، ودول ذات عمق مصلحي ودول بين بين. ففي حين تصنف ماليزيا وإندونيسيا ضمن المجموعة الأولى تصنف الصين واليابان ضمن المجموعة الثانية، أما الهند، على سبيل المثال، فتقع في المجموعة الثالثة لوجود أقلية مسلمة تتخطى في ثقلها مفهوم الأقلية وتؤثر في سياسات بلادها تجاهنا وتجاه العالم بشكل فعال". "طريق الحرير الجديد"وتوقع عبد العزيز اليوسف في صحيفة الأيام السعودية أن "يترقب المراقبون ما ستسفر عنه تلك الجولة خصوصاً فيما يتعلق بالواقع الاقتصادي ودفع عجلة المصالح والمكاسب باتجاه مساحات التنفيذ واستنفاع الدول وشعوبها". من جانبه، كتب سلمان الدوسري في الشرق الأوسط اللندنية : "يمثل طريق الحرير الجديد، الذي تؤسس له السعودية في علاقاتها الآسيوية، رؤية مغرية للمستقبل، وهو بلا شك سيكون طريقاً وعراً ومعقداً في بداياته، غير أن تلاقي المصالح السعودية الآسيوية سيزيل هذه العقبات ويمهد لشراكة مستقبلية قائمة على فتح آفاق واعدة.". وتحت عنوان "باتجاه الشمس"، قال تركي الدخيل في جريدة الصباح المغربية إن المملكة العربية السعودية "تفتح اليوم فصلاً جديداً مع الشرق الكبير، الشرق الهادئ والصامت، الشرق الذي تكثُر جهاته، وكل جهة منه تعتبر نفسها مركزاً مختلفاً مهماً تداخلت التكتلات الاقتصادية أو التجارية مع العالم الخارجي، وكل خطوة باتجاه الشمس محسوبة." ورأى الدخيل أن الأدوار التي ستلعبها البنوك والشركات الآسيوية "أدوار رئيسة في خطط المملكة، لتطوير الصناعات غير النفطية، وتوسيع استثماراتها الدولية".