×
محافظة المنطقة الشرقية

«الصحة» و«التعليم» تتفقان على مكافحة «السمنة» في المدارس

صورة الخبر

عاجل – سفراء: ناقش الكاتبُ الأمريكي، بول مورا، في مقالٍ مطول له بصحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” قضيةَ النقاب والبرقع، ومدى الفهم الخاطئ والهواجس التي تنتاب الغرب من هذا اللباس، وذلك رغم وجود العديد من الأغطية التي ربما تغطي بشكل مساوٍ ما يُغطيه الحجاب والنقاب، ولكن لا يلقى نفس ردة الفعل الرافضة. واعتبر مورا أنه حان الوقت بالنسبة للولايات المتحدة في أن تفكر في القوانين المتعلقة بالنقاب، حيث يمكنها أن تضع معايير لكيفية دمج الزي الإسلامي المحافظ في المجتمع الأمريكي المتحرر صاحب الأغلبية غير المسلمة، بطريقة من شأنها حماية الحريات المدنية، والسلامة العامة، على حدٍّ سواء. وقال كاتب المقال إنه مر بتجربة غير مسبوقة بالنسبة له، أثناء تدريسه لطالبات؛ حيث كانت بينهن طالبة لم يرَ غير عينيها، بسبب زيها الإسلامي، فيما اتضح له أن الفتاة سعودية ترتدي نقابًا أثناء المحاضرات. وأشار الكاتب إلى أن الدراسة كانت في مادة اللغة الإنجليزية كمادة ثانية في الكورس التعليمي الذي تدرسه الطالبة السعودية، مشيرًا إلى أن “سارة” كانت ضمن برنامج الابتعاث الذي تقدمه السعودية لطلابها. واعترف الكاتب الأمريكي أنه شعر بقليل من عدم التوازن عندما جاءت سارة الطالبة السعودية في أيام الدراسة في الصف، وتساءل: “كيف ستتكلم، هل تتوقع معاملة خاصة، هل يمكن أن أصحح لها النطق دون رؤية فمها؟”.. لافتًا إلى أن شعوره بعدم الاتزان لم يتعدَّ دقائق، وعلى مدار فصل دراسي كامل لم يلحظ تأثير النقاب في أي شيء، بل إنه رآه طبيعيًّا، وزاد قائلا: كم نحن مضحكين؟! في إشارة إلى سخريته من الهواجس الأمريكية. وأضاف: “كمدرس لم أنزعج من وجه سارة المخفي، واعتبرتها كأنها صرافة بنك، وأشار إلى أن في أمريكا كثيرين ممن يُخفون وجوههم، وتقبل أمريكا بهذا التصرف، وتحجب ملابسُهُم هوياتهم، ولا يشعر الركاب بأنهم مهددون من قبل راكبي الحافلة، فماذا عن قناع لاعبي كرة القدم والتزلج في استادٍ مزدحم في ليلة من شهر نوفمبر الباردة، أو عن شخص غريب في أحد الشوارع بالشتاء يلف نفسه بوشاح من الصوف، ولا يظهر له أي وجه؟!. وأضاف أن هذا البرنامج نشأ عقب اجتماع عام 2005 مع خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، لإيجاد سبيل لبناء تفاهم بين البلدين في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. ولفت الكاتبُ إلى أن عدد الطلاب السعوديين في ازدياد مطرد كل عام منذ بدء البرنامج.. مشيرًا إلى أنه حاليًّا يَدْرُسُ نحو 70 ألف طالب سعودي في أمريكا، وأكثر من 20 في المائة منهم من النساء. معقبًا أن العديد من الطالبات السعوديات اللاتي جئن قبل سارة تكيفن مع المحيط الأمريكي، وارتدين وشاحات الرأس فقط، لكن سارة كانت في النقاب رائدة، على حد تعبيره. وأشار الكاتبُ إلى أنه في العام 2010 حظرت فرنسا أغطية الوجه وسط خلاف كبير، وبعد ذلك بعام قامت بلجيكا بنفس الخطوة، وفي سبتمبر الماضي خطت جامعتا برمنجهام وكلية متروبوليتان في إنجلترا نفس الخطوة، وحُظر على الطالبات تغطية وجوههن، لكنهما سُرعان ما تراجعتا، وعلى نفس المنوال قامت كلية الصيدلة في جامعة ماساشوستس بنفس الأمر، وتراجعت أيضًا. وأشار الكاتبُ إلى أنه بالنظر إلى إمكانية تزايد عدد الطالبات اللاتي يرتدين النقاب في أمريكا في السنوات المقبلة، وأخذ تجربة فرنسا بعين الاعتبار؛ فإنه قد حان للولايات المتحدة أن للحصول على أفكاره لوضع أو مراجعة القوانين بخصوص موضوع البرقع والنقاب. ولفت إلى أن الولايات المتحدة ومع تاريخها الواسع في الحريات الشخصية والدينية؛ فإنها يمكنها عمل معايير لدمج هذه الأشكال من الزي الإسلامي المحافظ في مجتمع تحرري أغلبيته من غير المسلمين بطريقة من شأنها حماية الحريات المدنية، والسلامة العامة. وأوضح الكاتب أن القضية ليست الملابس التي تغطي الرأس، والتي لها العديد من الأساليب والأشكال، لكن القضية فيما يغطي الوجه، والتي تتمثل بشكل أساسي في النقاب والبرقع. وأضاف الكاتب أنه في فرنسا تم تأسيس الحظر بشكل كامل على أساس أن هذه الملابس ظالمة للنساء، فيما رأى المعارضون أن منع السيدات عمّا يرغبن ارتداءَه أمر مجحف أيضًا. وأشار إلى أنه يمكن للولايات المتحدة رفض المنطق الفرنسي، وذلك ببساطة لأنه لا بد من الاعتراف بأن العديد من هؤلاء النسوة ارتدين هذه النوعية من الملابس بمحض إراداتهن الشخصية، وليس بضغوط عائلية. وأشار الكاتب إلى أن الكثير من النقاش الساخن في فرنسا تحدث عن أن المشكلة تكمن في الأمن العام، لافتًا إلى أنه يعتقد أن المشكلة يكمن حلها في أمريكا بعقلانية؛ حيث يمكن أن تتعامل الحكومة الاتحادية مع مشكلة الأمن بشكل كافٍ بدون الدخول في أزمة حول النقاب أو البرقع. وقال الكاتب إن الحكومات الأمريكية تحتاج إلى أن تسأل نفسها عما يشكل تهديدًا حقيقيًّا لها، ودراسة الحالات بعناية، كل حالة على حدة، ووضع لائحة طويلة من السوابق التاريخية لتحقيق توازن بين الحرية الدينية والاحتياجات المجتمعية.